سد السبعين التاريخي بروضة سدير بناه الأمير الشاعر رميزان بن غشام التميمي بروضة سدير وجماعته قبل 1072هـ، ويَحكِي هذا البناء الهندسي المميَّز في عمارته وفن التخطيط والتصميم قدرةً فنيةً على التنفيذ، محققًا مطلبًا مهمًّا لأهالي روضة سدير وما جاورها من المدن في حجز مياه السيول، بحيث تُعطَى المدينة كفايتها من الأمطار والسيول، ثم تنحدر المياه إلى بقية بلاد سدير، وبحيث يحافظ على المياه من الضياع، وتتم الاستفادة منها بشكل هندسي قلَّ أن يوجد له مثيل؛ فهو سلسلة من الأحجار المنحوتة بشكل متناسق، سواء في حجم الأحجار أو في طريقة تركيبها، ثم عمل حواجز دائرية بين كل مسافة، آخذة بعين الاعتبار انحدارمياه الأمطار وسيلانها بشكل منسق، بحيث لا تؤثِّر على المزارع الموجودة بجانب هذا السد.وبعد جريان الأمطار والسيول المتدرج، يترك مساحة لأجل جريان السيول الزائدة عن الحاجة، وهذا مطلب أمني عن أي ضرر يحصل على المزارع بروضة سدير، إضافة لاستفادة المدن المجاورة من هذه المياه. كما أن السبعين (عبَّارة) فتحة صُمِّمت بحيث تحفظ قوة جريان السيول وتدرج منافذ هذه المياه، إلى جانب أن طول هذا السد يزيد على سبعمائة متر وارتفاعه فوق سطح الأرض يزيد على مترين، هذا الوصف المبسط يحتاج إلى أهل الاختصاص في بناء السدود؛ للاستفادة من هذه المعلومات والتصاميم التي مضى عليها في حدود أربعمائة سنة، وهي تحكي قصة هذا الأمير الشاعر وجماعته، الذين شيدوا هذا البناء التاريخي الذي يصوِّر للأجيال الاعتزاز بمثل هؤلاء الرجال.
يقول الأمير الشاعر رميزان بن غشام:
لي ديرة بنخيلها مستظلة
يشوق تقديم النضا كادودها
لاجا الشتا تشرب صوافي سيولها
وبالقيض من جم البطاحي برودها
واليوم ونحن نرى النهضة المميزة من وزارة السياحة والمحافظة على تاريخ بلادنا وحيث إن سد السبعين يعتبر من أقدم السدود، سواء في البناء أو طريقة التصميم والتنفيذ، وخوفًا من أي تأثيرات تحصل عليه، سواء في هبوط بعض الأحجار أو تخلخلها، إلى جانب أن هذا السد يعتبر معلمًا سياحيًّا يحتاج للصيانة والترميم، بوصفه أحد رموز روضة سدير وأحد معالمها، فإننا نأمل من وزارة السياحة بعمل تقرير فني تاريخي وسياحي لهذا الأثر، الذي نعتز به في روضة سدير، وعمل الترميمات اللازمة، ووضع اللمسات الجمالية لهذا المعلم المهم.والله الموفق.