حان وقت تغيير فكرك لتتغير حياتك للأفضل والواقع الذي تعيش، حتى لا يستمر ويتسرب مفهوم الندرة إلى الأجيال القادمة، ولا يكون ذلك إلا بتفعيل قانون الوفرة من خلال تغيير نظرتك الإيجابية للظروف وتقبل الواقع، ومن ثم بناء معتقدات جديدة عن الوفرة والخير والرزق وراحة البال، ثم تعزيز شعورك بالإيمان الكامل أنك منبع الوفرة في الحياة والكون بأكمله..
كلنا يعيش ظروفًا صعبة، وكلنا يمر بأزمات مالية حالكة، ومشكلات كثيرة، لكن الكثير منّا ينظر إلى حجم المشكلة فقط، ولا ينظر إلى الحل الأمثل بالبحث عن البدائل المتوفرة، وكما يقال إن تضيء شمعة خيرٌ لك من الظلام، وبكل تأكيد في كل مجتمع هناك أناس ما يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب..
فكل إنسان على حسب تفكيره وعقله يعيش واقعه، وهناك مقولة حجازية استشعرتها «عقلك عندما تعيشه صح يعيشك صح، تعيشه خطأ يعيشك خطأ،
إذا الشخص يقول إن الدنيا تعب وهم ونكد وما في أعمال ولا وظائف ولا صحة وهناك أزمة سكن، هو بذلك يعيش سلبية، جذبت نحوه كل هذه الظروف وأصبحت حالته المادية صعبة وحالته الصحية سيئة، لأنه عاش واقع تفكيره، وإذا فكر بطريقة إيجابية أن الدنيا بخير، وهناك أعمال، ووظائف كثيرة، ومازال هناك شقق خالية للإيجار، سيقوده تفكيره الإيجابي نحو الظروف الحسنة والجيدة، ومع استشعاره الجميل وحسن ظنه بالله عز وجل، سيجد المال متوفرًا لديه وصحته على ما يرام وكل ما يبحث عنه سيجده بإذن الله تعالى لا محالة، وأما الذي يقضي حياته وهو مقتنعٌ بأنه بحاجة إلى المزيد والمزيد، وأنه لا يملك ما يكفيه من أي شيء، جذب ذلك إليه، وأصبح حقًا يعاني بسبب نقص في كل شيء، وليس هو الوحيد، بل العالم ككل يعيش وفقًا لقانون القلة أو الندرة، والشيء الوحيد الذي يمنعك الاستمتاع بوفرة الحياة هو معتقداتك وشكوكك السلبية تجاه المواقف والظروف والأحداث التي تمر بك..
قال عليه الصلاة والسلام: «أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء»، وأنت من يحدد مصير حياتك بنظرتك الإيجابية للأحداث والأمور، والوفرة هي الهبات والخيرات التي ملأ الله سبحانه وتعالى بها خزائن الأرض والسماء من مزايا وعطايا ومنح، وهي السنن الكونية الإلهية العادلة في الأرض ولا تبديل لها، فمن يتفهمها ينعم بالحياة، ومن يتجاهلها أضاع عليه الفرص وعاش ضحية الحرمان، فالكون حوالينا مليء بأكثر مما نحتاج إليه وزيادة منذ الخليقة وحتى زوالها، ولهذا تمر علينا الفرص ليل نهار دون توقف مسخرة لنا، فإذا أدخلنا كلمة السر فتحت لنا أبواب الخير والرزق الوفير ممتنين وراضين ومستبشرين وشاكرين، أما إذا صدرنا العوائق والمصدات والحواجز أقفلت في وجهنا كل الأبواب وأيضًا سكرنا الشبابيك، خلاصة الكلام الرزق والصحة والخير وراحة البال ليست محصورة على شخص معين دون شخص، فلكل شخص له رزقه الوفير، وقد نقل إلينا القرآن الكريم ذلك المعنى في قوله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.