علي الصحن
مع كل بطولة يحققها الهلال يخرج بعضهم بنغمة تشكيك مختلفة، ومع كل رقم يوسع به الفريق الفوارق بينه وبين أقرب منافسيه، يظهر من يخترع بطولات جديدة، ويحاول أن يوهم الناس بأن إنجاز الهلال مسبوق، وأن الفوارق ليست بذلك الحجم الذي يراه الناس واقعاً.
الغريب أن بطولاتهم وإنجازاتهم لا تظهر إلا بعد إنجازات الهلال، والأغرب أن مسؤولين أو نافذين في الأندية التي يحاولون زيادة أرقامها قد ظهروا سابقاً وفي مقاطع مرئية موثقة، وهم يتحدثون عن إنجازات ناديهم، ويقدمون الأرقام الحقيقية دون زيادة أو نقص، قبل أن يأتي من يقدم للناس بطولاتٍ من بنات أفكاره، ويخلط بطولات المناطق مع بطولات الفئات السنية والبطولات الودية، بغرض زيادة أرقام ناديه المفضل، وكل مؤرخ (وفق مقاييسهم) له أرقامه ومبرراته التي لا يمكن تمريرها على ذي بصيرة حتى ممن يشاركه الميول.
إن صدارة فريق الهلال لسجل الأبطال، وقدرته على تحقيق أرقام قياسية ليستا بحاجة إلى أدلة
فليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
وأولوية الهلال لا يختلف عليها اثنان، لكن الفوارق بينه وبين منافسيه وتوسعها موسما تلو موسم تلو ثالث، هي ما أوجعت بعضاً وأزعجت بعضاً وقضت مضجع ثالث، والتقليل من شأن بطولات الفريق وإنجازاته نغمة قديمة، وليست بالأمر الجديد، ففي كل موسم يخرجون بسالفة جديدة، ويحقق الهلال بطولات إضافية، وهنا يطالب بعضهم بما يسمى توثبق البطولات، وهو أمر لن ياتي بجديد، ولن يكون «نهايةً للجدل الدائر حول بطولات كل فريق، ولن يكون الإعلان كافياً لإغلاق الأبواب أمام من يشكك في إنجازات الآخرين ويأخذ منها أو يضيف عليها دون ضابط غير العاطفة والهوى والمصالح والبحث عن شهرة زائفة».
في هذا الصدد يطالب بعضهم اتحاد الكرة بتوثيق البطولات التي تقام تحت مظلته، لكن هل سيكون الأمر كافياً لإسكات بعضهم، وإيقاف نغمات التشكيك والتلاعب بالأرقام التي يمارسونها؟.
من جهتي أعتقد أن ذلك لن يكون كافياً، وقد سبق أن شكلت لجنة توثيق فعملت وبحثت، وبعد أن أنهت عملها طالها التشكيك هي الأخرى، والسبب أنها لم تأت بجديد، بل أكدت المؤكد فقط، وهنا أعود لما قلته سابقاً «بأن التوثيق لن ينهي الجدل، لأن الجدل لم يكن قائماً على أسباب علمية وحجج منطقية، ولكنه قائم على هوى، وما آفة الرأي إلا الهوى، وصاحبه لا يمكن أن تقنعه، ولا فائدة من محاججته والدخول معه في نقاش لا ينتهي، وجدل ممدود إلى ما لا نهاية» وما حدث سابقاً سيتكرر لاحقاً لأن أسبابه مازالت قائمة ... ولأن الهلال سيكون في الصدارة من جديد، وبفوارق شاسعة، في حين أن هناك من يريد إبعاد الهلال عن موقعه، أو تقليص الفوارق معه على الأقل، وهذا شيء لا يمكن أن تقبله الأرقام التي تكشف الأوهام.
***
- ثقافة الضجيج التي يمارسها بعضهم، أصبحت معتادة، ولم يعد لها أثر أو تأثير، سوى أنها كشفت قيمتهم ورداءة بضاعتهم وضعف تسويقهم.
- نفس من يشكك في اللجان هم من صفق لقرار ليلة العيد، بعضهم يشكك حتى في نفسه ورأيه.
- حتى في عز معاناة الفريق وسقوطه التاريخي، مازال هناك محسوبون عليه، يحاولون تسويق أنفسهم خلاله، والسؤال: أين كنتم عندما كان الفريق بحاجتكم؟
- يبكون على الفريق ويخططون على نجومه!!
- كانت العالمية صعبة قوية، ثم أصبحت آسيا ضعيفة والدوري أقوى وهكذا... وأينما التفتوا وجدوا البطل في مكانه المعتاد.