«الجزيرة» - فهد السميّح:
في ظل الضخ المالي الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله واهتمام سمو وزير الرياضة.. أصيب الشارع الرياضي بخيبة أمل بعد تقرير الاتحاد الدولي (FIFA) ممثلاً في الانضباط والأخلاق الذي ذكر فيه الاتحادات المحلية الخمسة على مستوى العالم التي لم تحترم قرارات (FIFA وCAS)، حيث ورد اسم الكرة السعودية كثالث الاتحادات عالمياً والأولى عربياً حيال عدم احترام قرارات (FIFA وCAS)، كما سبق ذلك بيانٌ صادرٌ من (FIFPRO) الذي أوصى اللاعبين على مستوى العالم بعدم التعاقد مع عددٍ من الدوريات من ضمنها الدوري السعودي وهذا يتنافى مع الضخ المالي الكبير والاهتمام الكبير من قبل حكومتنا الرشيدة.
(الجزيرة) وجهت عدة أسئلة في هذا الشأن للرياضي الخبير الكاتب الزميل الأستاذ/ تركي الناصر السديري.
• ما هو انعكاس تقرير الفيفا وبيان فيفا برو على مستقبل الكرة السعودية؟
* أمر مخجل.. وربي تلويث لسمعة وقيمة النادي الرياضي.. وهزّ الثقة بها.. مع الأسف!
إن هذا الفعل.. لا يستقيم ولا يتناغم مع مكتسباتنا وسمعتنا واحترامنا عالمياً سياسياً واقتصادياً.. بل ويصطدم مع كينونتنا العربية والإسلامية التي تحترم مواثيقها وعلاقاتها والتزاماتها مع الغير تعاقداً وحقوقاً.
لا يجب.. التغاضي والتهاون والتراخي وإيجاد الأعذار والتبريرات لمن ارتكب هذا التشويه بحق وطننا الطاهر قبل رياضتنا الخضراء.. من يفعل «غض الطرف».. وخلق «مخارج طوارئ».. للأندية صاحبة القضايا والمشاكل وأكل الحقوق وتبذير الأموال وتشويه سمعة رياضة وطن.. من يفعل ذلك فهو شريك مع الفساد.
• هل سيكون هناك ردة فعل من القيادة الرياضية تجاه الأندية المتسببة في تشويه سمعة الكرة السعودية؟
* ننتظر ذلك.. وأن يتم عاجلاً وضع حد لهذا العبث بكل حزم ..وأن لا تظهر المؤسسة الرياضية ضعيفة عاجزة في مواجهة المقصرين..!
• في ظل الحوكمة الرياضية، هل من الشفافية نشر أسماء الأندية المتسببة لمعالجة أخطائها؟
* مخجل.. ومحزن.. ولا يستقيم أن لا يعرف الرأي العام الرياضي أسماء هذه الأندية بشكل رسمي.. وبإدانة فاضحة.
أهل الرياضة تعلم من هي هذه الأندية بأصفرها وأخضرها.. ولذا تتساءل من الذي يحمي هؤلاء من العقوبة ورضوخهم للأنظمة؟
• هل تتوقع زيادة عدد قضايا الأندية في الفيفا ومحكمة كاس أو تنخفض بعد تقرير FIFA ؟
* ما دام «الحبل على الغارب».. فثق أن «كوفيد الرياضة».. سيستمر في اصفراره وتكاثره..!
• هل حدت شهادة الكفاءة المالية من كثرة القضايا على الأندية السعودية؟
* الأندية المنضبطة تفاعلت والتزمت وكان لشهادة الكفاءة المالية دور في ذلك.
لكن أندية «على حد شعرها».. لا تكترث ولن تكترث.. طالما هناك من سيجد العذر ..و يحمي.. ويتستر ويستر..!
لهذا.. مُرّغت سمعة وكرامة النادي الرياضي الملتزم.. بجناية النادي غير الملتزم!
من يحمي النظيف من تلويث الملوث.. يا مؤسستنا الرياضية؟
• ما هي الحلول المناسبة من وجهة نظرك لإيقاف تشويه سمعة الكرة السعودية؟
* الحل.. بيد المؤسسة الرياضية، قبل اتحاد الكرة الضعيف ومرتعش اليد.
الإجراء الأول والأهم والأولى.. وقف تدليل ودعم الأندية المديونة من خلال عدم دفع وتسوية ديونها من خزينة الدولة.. وإنما تتحمل هذه الأندية المديونة ديونها.. وأن تخضع للعقوبة النظامية دون محاباة وتمييع.
لابد للمؤسسة الرياضية أن تنتصر للنظام واللائحة.. وأن تكون قوية بوجه كل من يخالف الأنظمة. أما اتحاد الكرة.. فعليه إعادة النظر في لجانه وإعادة تنظيمها عاجلاً غير آجل.. ولنا في ما يحدث في لجنة الانضباط والمحترفين ومركز التحكيم من «عك وبربسة».. يخجل الخجل من عملها.. مثال وعظة!