عطية محمد عطية عقيلان
صيف هذا العام كان ساخنًا على جميع الأصعدة، بدءًا من درجات الحرارة غير المسبوقة في أوروبا، مع اكتظاظ المطارات وازدحامها ومصاعب واجهت المسافرين نتيجة إلغاء بعض الرحلات المجدولة، مع اختفاء «الهياط» هذا الصيف على منصات التواصل الاجتماعي، الذين كانوا يقومون بتصوير الغيوم والأمطار ودرجات الحرارة المنخفضة، والمسطحات الخضراء، والإسقاط على من يجلسون في الصيف وسط الصحراء ودرجات الحرارة المرتفعة.. بل بالعكس، شهد هذا الصيف مقارنات بين درجات الحرارة في مدن المنطقة وبعض مدن أوروبا، وهي متساوية، أو المدن لدينا أقل، مع وجود هالة من الصدمة في أوروبا بتسجيل درجات حرارة غير مسبوقة، واشتعال الحرائق، وسقوط وفيات ومصابين، مع مشاكل في البنية التحتية من الطرق وخلافها، غير المهيأة لمثل هذه الظروف، ومشكلة التغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة نتيجة «الاحتباس الحراري» وتزايد السكان وقلة الأمطار وذوبان الجليد... إلخ، وأثر ذلك وخطره على الإنسان على الكرة الأرضية، لذا أطلقت العديد من المبادرات العالمية التي تنادي بأهمية التعامل مع هذا الخطر القادم، الذي سيؤثر على المسطحات الخضراء والمياه ومستقبل الكون، واستشعرت المملكة أهمية ذلك على حياة الإنسان ومستقبله وشاركت في الجهود الدولية في مواجهة تغيير المناخ والحفاظ على البيئة، فأطلقت وفق رؤية 2030 مبادرة السعودية الخضراء لرفع مستوى جودة الحياة، والهدف الوصول إلى 450 مليون شجرة مزروعة حتى عام 2030، وتم زراعة 10 ملايين شجرة خلال ستة أشهر في أنحاء المملكة. وتجمع مبادرة السعودية الخضراء بين حماية البيئة وتحويل الطاقة وبرامج الاستدامة لتحقيق ثلاثة أهداف شاملة، ترمي إلى بناء مستقبل مستدام للجميع. ويمكن الاطلاع على تفاصيلها كاملة في موقع «السعودية الخضراء www.saudigreeninitiative.org». وجميعنا لنا دورنا الفردي في المساهمة بالحفاظ على الثروات الطبيعية والبيئة، والقيام بدور إيجابي نسهم من خلاله في تحقيق التوازن، وتخفيف أضرار الاحتباس الحراري، ومن ثم درجات الحرارة. وهذه تحتاج إلى اقتناعنا بأن ما نقوم به كأفراد مؤثر ومهم، ويصب في مصلحتنا الشخصية وأبنائنا ومجتمعنا في الحاضر والمستقبل.
وهذه بعض الطرق التي يمكن لنا كأفراد القيام بها والمشاركة في جهود الدولة، منها:
- دورنا في الاستهلاك المتوازن: بدءًا من توفير الطعام الكافي بعيدًا عن الإسراف ورميه، والاستهلاك المثالي في الماء حسب الحاجة، وتشغيل الكهرباء بالحد المناسب بعيدًا عن الهدر.
- استخدام الطاقات الموفرة في الكهرباء، والبدائل من الطاقة البديلة كاللمبات الشمسية وخلافه، مع الحرص على المنتجات الكهربائية الموفرة للطاقة.
- شراء السيارات الاقتصادية في البنزين، مع عدم «التدويج» في الشوارع بلا هدف.
- التقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية والورقية والاعتماد على وجود الشنط الدائمة عند التسوق.
- الحفاظ على المتنزهات، سواء داخل المدينة أو خارجها، من العبث والتدمير، والحرص على نظافة الأماكن التي نرتادها سواء صحراوية أو شواطئ، بجمع مخلفاتنا، وتنظيف المكان كمساهمة فردية؛ لتصبح عادة تقوم بها بشكل طبيعي حفاظًا عليها من التأثير وتجمع المخلفات والقوارض.
- المساهمة في التشجير واختيار نوعيات الشجر المناسبة لبيئتنا وقليلة الاستخدام للماء.
- اتباع التعليمات والإرشادات البيئية؛ لأن هدفها توفير توازن يحافظ على الحاضر والمستقبل في توفير حياة كريمة، فالموارد الطبيعية محدودة وبها نقص، مع التبليغ عن أي معتدٍ أو مخالف.
خاتمة: لنتذكر أننا لسنا وحدنا على سطح هذا الكوكب، والتعاون هو أساس النجاة لبيئتنا ومن ثم لنا جميعًا. يقول الفيلسوف زينون الرواقي: «نحن جميعًا نجدف في القارب نفسه».