عثمان بن حمد أباالخيل
العلاقة بين هدوء البحر ومزاج الإنسان علاقة تشابهية، هدوء البحر يجدد الطاقة الإيجابية واللون الأزرق يعطي الشعور بالهدوء والسلام، مزاج الإنسان مرتبط بما يدور حوله من تقلبات كما يتقلب البحر مع الظروف الجوية التي تعصف به وتُغيّر هدوءه، وهكذا هو الإنسان فجأة يتعكر مزاجه أو يتحسن فجأة.
يتساءل الكثير لماذا يتعكر مزاج الإنسان؟ هناك عوامل كثيرة منها الأمور المادية، ومشكلات العمل، أو الخلافات الزوجية أو الخلافات بين الأصدقاء أو أقرب الأقربين إلى قلبك وعقلك، وربما الجوع أو ارتفاع مستوى السكر في الدم أو المبالغة في المشاعر، وإعطاء الأمور أكثر من حجمها وهذا مربط الفرس هذه عوامل سلبية.
في المقابل هناك عوامل إيجابية سماع خبر سعيد أو علاوة سنوية، أو عودة غائب من السفر، أو شفاء من مرض مزمن، أو عودة العلاقات مع إنسان اختاره قلبك، وكل إنسان يرى الإيجابية حسب ما يهدف إليه. (المزاج الجميل، والنظرة المتفائلة، تمنحنا واقعاً أجمل). جبران خليل جبران. في رأيي الشخصي لا نقلل من المشاعر الدفينة لكننا أحياناً لا نبوح بها بل تشعرنا بالمزاج الإيجابي وما أصعبها حين تعكر مزاجنا وتأخذنا إلى البحر العاصف الذي يلعب بعواطفنا كيف يشاء.
ليس هناك شك يعود المزاج الإيجابي بعد أنْ يزول الموقف المسبب، لذلك لكن بكبسة زر فنحن بشر نحتاج وقتاً إلى عودة المزاج الرائق تماماً مثل حرارة الطقس الذي يعكر المزاج وحين يشعر بتغير الطقس وتحوله إلى البرودة يتغير المزاج، أو مثل بعض الألوان التي تغير مزاج الإنسان إما تغيير سلبي أو إيجابي. للأسف وأقولها بحرقة في بعض التجمعات العائلية وخصوصاً التجمعات النسوية هناك من يتعمد إلى تعكير مزاجك إما بكلمة أو تذكيرك بموقف أو بالتلميح مع التجريح أو بأي صورة يجعل ضغطك يرتفع ومزاجك ينكسر هؤلاء الناس يسعدون لرؤية الآخرين تعيش في همٍّ وقلق وحزن، يزعجهم إن رأوا الناس سعداء فرحين ينظرون للحياة بإيجابية. لماذا هناك من يتلذذ في تعكير مزاج الآخرين؟؟ أعتقد أنهم بحاجة إلى زيارة الطبيب النفسي وعرض حالتهم.
(مزاجك أغلى ما تملك، فاجعله مرتفعًا، لتقرأ، لتكتب، لتعمل، لتتفاعل بإيجابية. لهذا لا تعطي أي مخلوق فرصة لتعكيره). جبران خليل جبران. للأسف مرة أخرى حين يكون مزاجك سيئاً ترى كل شيء حولك مملاً مظلماً باهت اللون. أبادً لا تتردد بأن تبتعد عمن سبب لك هذا المزاج السيىء ولا تلوم نفسك مطلقاً فلها عليك حق وهذا هو حقها. واجهت كثيراً في حياتي أناساً لا يعرفون كيف يتحدثون فهم يجرحون ويعتبون وهم يعرفون إنهم مخطئون لكنهم يريدون ويهدفون تعكير مزاجك وتحويلك إلى عالم المزاج المتقلب.
همسة: النفوس السيئة تدرك ما تقوم به حين تعكر مزاجك فكن من أصحاب النفوس الطيبة التي يفوح عطرها.