سلمان بن محمد العُمري
حسنًا فعلت أمانة منطقة الرياض في مبادرتها الجميلة بإنشاء دواوين لكبار السن في مجموعة من الأحياء بمدينة الرياض لتشكل بيئة نابضة بالحياة ووجهة مجتمعية يلتقي فيها كبار السن وتوفر لهم خدمات وفعاليات متعددة داخل هذه الديوانيات، وكانت المبادرة الأولى قبل ما يزيد على سبعة أعوام في حي عليشة، مع ديوانيتين أخريين في حي لبن وحي الروضة، واليوم تخطو الأمانة خطوة سباقة وضمن إستراتيجيتها الهادفة إلى توفير خدمات اجتماعية وترفيهية وثقافية لجميع شرائح المجتمع، وانطلاقًا من مسؤولياتها الاجتماعية تجاه فئة كبار السن وعرفانًا لعطائهم في خدمة وطنهم فسيتم التوسع في نشر هذه الدواوين بمضاعفة أعداد الديوانيات التي أطلقت عليها الأمانة "ديوان الغالين"، وتهدف إلى إنشاء مواقع ملائمة لكبار السن وتوفير ممرات مشاة، وأدوات رياضية للمساهمة في التقليل من الإصابة بالأمراض الشائعة، وكذلك إلى الحرص على تبادل الخبرات فيها من المرتادين، وتقديم دورات وإرشادات صحية واجتماعية، وحرصت الأمانة على إضفاء الطابع التراثي في تصميم الديوانيات، وأن تضم مكوناتها صالة جلوس أرضية مؤثثة مع مكان للضيافة وصالة مماثلة تحتوي على جلسات مرتفعة مزودة بشاشة تلفزيون، ومركز أعمال يضم أجهزة حاسوب وخدمة إنترنت، وجلسات خارجية متعددة الأغراض، وستشمل الديوانيات الجديدة 16 بلدية وتنفذ في أحياء متعددة.
وأتمنى أن تحذوا البلديات في كل مناطق المملكة حذو أمانة منطقة الرياض في تعميم هذه التجربة الجيدة التي تستحق الإشادة لما لها من عناية وتقدير لكبار السن أولاً ولفوائدها الاجتماعية والصحية على هذه الفئة الغالية، كما أتمنى أن تبادر الأمانة وغيرها من البلديات التي ستنفذ هذا المشروع إلى تفريغ موظفين يتم اختيارهم بعناية في كيفية التعامل مع كبار السن، وذلك لإدارة هذا المرفق ليؤدي وظيفته على أتم وجه لأنه لا يكتفى أن يتم إنشاء المباني فقط بل لابد ممن يقوم عليها وتشغيلها وإدارة برامجها، وأتمنى أيضًا أن تحظى النساء بدواوين مماثلة فلهن مثل الذي عليهن وبما يتناسب وطبيعة النساء وفي مواقع مماثلة.
إننا -ولله الحمد- في مجتمع مترابط ويحظى كبير السن بالرعاية والاهتمام من قبل أفراد العائلة ويتنافس الجميع في خدمته والعناية به، ولكن ثمة أوقات لا يمكن أن يتواجد فيه أفراد العائلة مع كبير السن وخاصة في الصباح والضحى، فهناك من هو مشغول بعمله أو بمدرسته أو غير ذلك من المشاغل اليومية، ووجود مثل هذه الدواوين يسهم في علاج بعض أوقات الفراغ لدى كبار السن واستثمارها فيما يعود عليهم بالنفع، كما أتمنى أن تتاح الفرصة للأفراد والمؤسسات والجمعيات الخيرية بالتطوع في خدمة هؤلاء من خلال هذه الديوانيات والتبرع لها عن طريق الأمانات ليكون ريع هذا الدعم مصروفًا على البرامج والأنشطة والفعاليات التي تقام في الديوانية سواء اليومية أو الموسمية كالأعياد وغيرها.
ومن مجالات التطوع الأخرى تنفيذ البرامج أو الزيارات الصحية للطواقم الطبية لهذه الديوانيات وتطوع بعض الشباب في تقديم الخدمات المكتبية والإلكترونية لكبار السن، كما أتمنى أن تحظى الديوانيات بزيارات المؤسسات الإعلامية لتوثيق بعض الأحاديث الشفوية، ولا يمنع من تخصيص أوقاف لخدمة كبار السن في شتى مناحي الحياة.