د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
يتصدر تقويم التحصيل الدراسي مراكب الوصول الصحيح لمنصات المعرفة وتحقيق الغايات التعليمية وسبل بلوغها! مما ينتج عنه صناعة حديثة لمهارات ما وراء المعرفة عند الطلاب واكتشاف إمكاناتهم الفردية بأسلوب صادق وبمعايير دقيقة وواضحة فيتوجهون أقوياء نحو منصات العمل ومصائد المنجزات؛ ويسهم إتقان المهارات الاجتماعية ومهارات التنظيم الذاتي في تحقيق المعرفة في مجالات الرياضيات والقراءة الناقدة والصواب اللغوي؛ حيث يشكِّل قياس التحصيل الدراسي بأسلوب ممنهج مفتاحاً لتجارب لا تُنسى تجعلنا نرسمُ خططاً مختلفة وبتوجه حديث لتقييم المنجز التعليمي ورصد الفرص الجديدة؛ ومن الفرص المستوحاة من واقع التحصيل الدراسي في بعض مواقعه تعزيز التحصيل بوسائل مباشرة من خلال استثمار المعلمين الأقدر الذين يحملون كنوزاً من المعرفة مع وسائل بث قادرة على تصويب الأهداف، ويزنون بحوزتهم مكاييل من المقدرة على دمج المعارف والخبرات بما ييسِّر التعامل مع التحديات في الحاضر والمستقبل اقتراباً من الوصول إلى مقدرات العقول ويحتاج ذلك إلى تطبيق مدارج عمل كاملة تتوجه للمعلمين جميعهم دون استثناء وتمهين التدريس كمفتتح لاكتشاف الحلقات الأقوى في أداء المعلمين! وحيث توجد برامج داعمة لترقية نواتج التعلّم إلا أنه لا يمكن أن تطبّق دون معيارية شاملة للمنتج والمنفذين وبالتالي يأتي تحديد الخلل في المخرجات الضعيفة التي تحتاج إلى تسوية أولوية ملزمة، ويتبع ذلك حُزمٌ من البرامج المحفزة للمعلمين الأقدر تتناسب مع المخزون المعرفي والخبرات المتفردة التي يملكونها وهي من متطلبات الحاضر التعليمي لبعض الطلاب ذوي النواتج المنخفضة، وعلى المسؤولين عن رسم السياسات التعليمية التنبؤ بفرص التحسين وإقرارها فلا ضرر من تلقي المعرفة من مصادر عدة كما أن اختيار المعلم الأميز الذي يملك المحتوى الأعمق في شرائع التلقي لما هو معلوم ومفقود في ذات الوقت عند الطلاب هو مفتتح البرنامج الاستثماري لترقية الأداء المنخفض في بعض المدارس من خلال الأداء المرتفع العالي عند ثلة من المعلمين الميدانيين، وحتماً ستبدو بعض عقابيل المشروع من خلال وجود انخفاض في نواتج التحصيل الدراسي في بعض المواقع غير الجاذبة بالنسبة للمنفذين من المعلمين مما يُشكِّلُ ثلماً في خطط استقرارهم مدة تنفيذ المشروع التحسيني التي يجب أن تمتد لسنوات تغطي المرحلة الدراسية كاملة، ولذلك لا بد من إقرار لائحة حوافز مزية تغطي جميع الجوانب باعتبار المعلم الموجه لأداء تلك المهمة موفداً لتحقيق هدف استثماري وطني، على أن تستند تلك اللائحة على تطوير وإعادة صياغة للمسارات المهنية لأولئك المعلمين، وطرح جملة من التعويضات خلال مدة التنفيذ، وسم افتراض مقبول لميزانيات التحفيز، ولا بأس من أخذ الخبرة عند تخطيط المشروع من بعض الفرص العالمية المشابهة كما يتطلب المشروع برامج تقويم وتقييم دقيقة للتحصيل الدراسي عند الطلاب ذوي الأداء المنخفض خلال التطبيق وبعده، ومراقبة إدارة أداء وتنفيذ المشروع وفق المعايير المدرجة له في خطة المشروع وبذلك تتحقق لجميع الطلاب فرص متساوية في محصلة التعلّم والمنجز التعليمي المعرفي وقد يكون هناك اختلاف جغرافي واجتماعي مع أقرانهم، ويلزم تحقيق السقف العالي من النجاح استحداث إستراتيجية للتواصل عالية المكونات والتفاصيل لعرض مخرجات المشروع في المواقع المحددة.
وختاماً فإن للتعليم أهداف ومستهدفات، تتلخص في تهيئة الطلاب لآفاقهم المستقبلية، فهم يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى ذلك النوع من التعليم الذي يؤهلهم للتفكير بأفق متسع؛ وإلى استحداث روابط غير عادية في أذهانهم عبر كثير من المجالات.