رمضان جريدي العنزي
للناس سلوك وأنماط وأطوار مختلفة ومتنوعة، فهناك من يملك الحس الإنساني الراقي، وهناك من يملك الحس المنفر البشع، هناك من هو مرهف وحساس، وهناك من هو نرجسي وأناني، لا يهمه إلا ذاته ومصلحته وتطلعه، هناك من هو مسكون بالعلم والمعرفة واكتساب الخبرات وتنمية التجارب، وهناك من هو بليد وكسول لا يهمه سوى إشباع رغباته المادية المحمومة، هناك من هو صاحب نبل وعطاء وإيثار، وهناك في المقابل من لا يعرف النبل ولا العطاء ولا يفقه أبجدية الإيثار، هناك من يشبه الروض الأخضر يسر الناظرين، وهناك من يشبه الصحراء الجرداء في وقت القيظ الشديد، هناك من هو بلبل في الشكل والصوت والارتياح، وهناك من يشبه الجراد الذي لا يبقي ولا يذر، يفتك بالزرع والضرع والأرض، هناك من هو مرح فرح وصاحب ابتسامة عريضة، وهناك من هو مكشّر عابس ومكفهر الوجه ورث الشكل، إن الناس يتباينون في الأنماط والطبائع والتعامل ويختلفون في السيمات، إن الطيبين يختلفون اختلافاً جذرياً عن المخالفين لهم في السلوك والتعامل والصفات، ويمقتون مقتاً شديداً تصرفاتهم وأفعالهم ومبادئهم، إن الذين يتسمون بسيمات الرحمة والود والحنان، يبادرون إلى تقديم ما يستطيعونه من خدمات في مجال النفع الإنساني، أما الذين يتسمون بسيمات الشح والبخل والأنانية فهم لا يعملون إلا وفق مصالحهم الشخصية الضيِّقة، متمحورون حول ذواتهم المتضخمة بالأناء، ومنكمشون لا يقبلون التمدد، ولا يعرفون المشاركات الإنسانية والتفاعل مع الناس، ويجهلون الكيل والميزان، ولا يفقهون الخطوط المستقيمة، ويتعامون عن الفضاءات الرحبة، فطوبى لكل الميامين الطيبين الأخيار الذي يؤثرون الآخرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.