عبده الأسمري
* كل ما تعدى الإنسان مرحلة من حياته نظر إلى مواقف ماضية ووقفات سابقة ما بين رضا مريح أو سخط مؤلم.. وراجع حساباته وسط «خذلان» صنعه الناكرون أو «عرفان» حفظه الشاكرون.. ليبقى أمام تخطيط جديد يحتفظ فيه بكرامة النفس وينأى به عن لؤم الغير.
* يوم الإنسان هو صفحة «بيضاء» يستلمها مع استيقاظه «حياً» يرزق فيتوجب عليه أولاً أن يحمد من بيده حياته وموته وإليه «النشور» ثم البدء في انطلاقة «السعي» في رسم خطوط «اليوم» وجنى «حظوظ» النتائج» في ساعات تأتي ولا تعود ووسط «فراغ» يكون امتلاؤه إما بمسالك الخير أو مهالك الشر..
* السلوك «اليومي» هي نتائج الخطة اليومية التي يوزعها «الإنسان» في اتجاهات حياته بدءاً من يقظته وحتى منامه يتحول فيها إلى «كائن» يصنع «التصرفات» التي تنتمي إليه ويؤدي «الوظائف» التي تنتج منه في حصيلة يومية تتنظر «الاقتناع» بما يصنع الأُثر والإقلاع عن ما ينتج السلب.
* حديث «النفس» هو «الكتمان» الذي لا يطلع عليه أحد ولو ظهرت «مكنونات» الصدور بين البشر لتحولت الحياة إلى مسرح مفتوح من العراك الذي لا يتوقف لذا فإن التصفية الداخلية لذلك الشعور تقتضي الحرص على «مشاعر» الغير والتأكيد على «سلامة» الصدر والتمعن في «نقاء» السريرة.. فالعمر يمضي والرحيل محتوم والذكر يبقى ليكون الصفاء الداخلي «هدية» ربانية تستوجب الشكر وتحتم الاعتزاز..
* داء «الجهل» أعظم البلاءات التي تهاجم «عرين» الفكر لذا وجب تحصين «العقل» بموجبات «التفكر» وعزائم «التدبر» وتمكين النفس من «أصول» التجارب و»فصول» المشارب حتى ينأى الإنسان بذاته عن منحدرات «الغي» ويرتفع بقيمته عن متاهات «البغي» وصولاً إلى إنتاج سلوكيات معرفية تردع «المهاترات» ومسالك فكرية تئد «الترهات» حتى يكون «التفكير» السليم سيد الموقف و»التدبير» الأسلم أساس التعامل.
* دائماً ما يتم الرجوع للأصول والاحتكام إلى المتن والارتهان إلى الجذور الأمر الذي يجعل من «الأسرة» المصنع الحقيقي والمنبع الواقعي الذي تخرج منه «سلوكيات» الأبناء و»تصرفات» الأجيال وما نراه من الأمور السلبية المندرجة تحت «الضياع» و»التشتت» و»الانفلات» تجعل «الآباء» و»الأمهات» في مدارين من «الاتهامات» والإدانات» فالناتج يأتي من القسمة على الأصل لذا فإن مستقبل الشباب والفتيات «صناعة» تستوجب الحراك الأسري والتحرك الرسمي لوقف «التحديات» وتبديد «الهجمات» التي لا تقل خطراً وسوءاً وفتكاً من «المخدرات» و»الأوبئة».
* الحرية مفهوم «أصيل» يرتكز على «العقل» ويتعامد على «المنطق «ويعتمد على «الصواب» وله اتجاهان من التشدد والتمدد يسيران بالأهواء نحو الأخطاء.. ولسلامة الإنسان في ذلك عليه أن يجيد التصرف بعيداً عن «التطرف» فالوسطية تصنع لنا التحرر «الإيجابي» الذي يبعدنا من قطبية «الانفلات» إلى إيجابية «الثبات».
* يجب أن يكون لدى كل إنسان «كشف» حساب يومي للسلوك الصادر ومتابعة واقعية للأقوال والأفعال التي امتلأت بها «ساعات» يومه وعليه أن يسترجع «شريط» الذاكرة بحثاً عن «أسماء» رحلت و»وجوه» اختفت و»أجساد» غادرت و»أرواح» توارت حتى يأخذ «الجرعة» الإجبارية من «الاعتبار» ليعرف جيداً «حجم» الحياة وليدقق بإمعان في مستوى «الدنيا» وليقارن بإتقان ما بين متطلباته ومطالبه وليحدد اتجاهات قافلته ما بين الواقع والمصير..
* الحياة تجارب يصل إليها الإنسان من خلال المواقف والوقفات التي اكتشف من خلالها «أسماء» رسبت في اختبارات «المعروف» وأخرى فشلت في مسارات «العرفان» ونوع أخير يحتاج إلى «تصفية» عاجلة من تنبؤات «مجهولة» بشأن داخله وتكهنات «غامضة» حول نواياه.. ولا يتطلب الأمر في ذلك سوى «اختبار» سريع لوقفة صادقة أو «احتياج» مبرمج لنازلة عابرة حينها تنكشف «الأقنعة» وتبين «الوجوه» على حقيقتها وتأتي «النتائج» محيرة ما بين حقائق صادمة ووقائع مؤلمة لتشكِّل «السواد» الأعظم في زمن طغت فيه «المصالح واختفت وسطه «المروءة»..
* النوايا مقاييس لسرائر البشر ومؤشرات لمصائر السلوك لذا فإن «النبلاء» وحدهم «الدائمون» الذين يستحقون «الإشادة» ويصنعون «الإجادة» في السراء والضراء بالسعادة، حيث الإنجاز والوقوف حين المحن والمؤازرة أمام المصاعب ليكونوا «صنَّاع» المعروف وسادة «العطاء».