يقول شاعر رجال ألمع الدكتور بندر العسيري: وتأتلقُ السحائب فيكِ أبها.. وتأسرني بهاءات الروابي.. فيحملني الحنين بكل شوق.. لمترفةِ البنفسجِ والضبابِ، ونظراؤه كثيرون يشهرون حبهم كل يوم، وحنينهم لمثل هذه المناطق التي يعيش أهلها في أجواء الجمال والسلام، للقاطنين على الجبال والهجر والقرى البعيدة المختفية في الوديان والمعلقة على قمم الجبال الشاهقة، أعلن حبي وحنيني لمنطقة عسير بعد عودتي من رحلتي السياحية لهذا العام، مثل الشاعر المفضال بندر عسيري، وأتمنى لو أعيش فيها زمناً طويلاً.
يتغنى الناس بالبساطة والجمال حين يزورون تلك المنطقة ويغرقون في عبق تفاصيلها الصغيرة، القديمة، والتي تنتشي بالذاكرة والهوية، كما يرنون ببصرهم لمنطقة تعيش أزهى مراحلها التنموية في ظل قائد التنمية الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، الذي يولي هذه المنطقة بجميع محافظاتها الاهتمام الكبير وذلك في تنمية المكان والإنسان، تحت مسار قيادتنا الرشيدة.
ومنطقة هي حديث وسائل التواصل الاجتماعي والنشرات الإخبارية هذه الأيام؛ امتلأت شوارعها وسالت أوديتها وتبدل طقسها بظلمة السحب، وجاءها الناس من كل حدب وصوب، ودفعوا أثماناً في سبيل أن يقفوا منتعشي النفس تحت سماء التفاؤل والاسترخاء والصفاء والرؤية النقية للحياة، ثم ليحظوا بالرفاهية والراحة والسكون، وحين مسحوا من رؤيتهم الغبار وأزالوا الأكدار وقفوا أمام ذلك الجمال الرباني وغنوا (وتأسرني بهات الروابي)، فلولا بشائر الخير التي تنهمر على البشرية من سحائب وغيوم مُسخّرة من ربها لاندفعت البشرية في طريق السأم والجزع والسخط والعمل من دون يقين بما رسم عقلها وأناملها تحت تأثير وقع المطر.
وفي كل صباح وأنا أجلس في شرفة إقامتي المطلة على مدينة أبها تعلوها قمم مكللة بالطبيعة، حيث أقضي إجازتي في إحدى الدور السكنية، انظر إلى تلك المنطقة المتقدمة في التطور، تمشي بكل ثقة لا تخلو من الوهن، تحث خطاها صوب إستراتيجيتها التي تهدف إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة للمنطقة، حيث سيتم ضخ ما يقارب من 50 مليار ريال عبر استثمارات متنوعة، أتساءل أتفكر هذه المنطقة فيما ستكون نتائجها، أتفكر في المقومات السياحية وفي المقومات الثقافية والبيئية المتاحة والاستثمار المحلي والأجنبي في المشروعات الكبرى و... وأنظر إليها، فأجدها وكأن منطقة عسير ستكون وجهة عالمية طوال العام، وستحتل مكانتها المستحقة على خارطة السياحة الإقليمية، وأنظر يميناً وشمالاً متأملة هذه الطبيعة الخلابة الباذخة حولها، وأقول كما قال شاعر رجال ألمع: (فيحملني الحنين بكل شوق.. لمترفةِ البنفسجِ والضبابِ).