كان يحدوني الأمل بأن يشفع لنا نحن أبناء الفيصلي هبوط الأهلي لأول مرة في تاريخه للدرجة الأولى وذلك بزيادة أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ويبقى نادينا الفيصلي مستفيدًا من زيادة الأندية التي سبق أن استفاد منها الفيصلي مرتين.. الأولى عام 1422 هجري عندما كان في الدرجة الثانية وهبط للدرجة الثالثة إلا أنه بقي - آنذاك - بصدور قرارٍ بزيادة الأندية كما بقي بنفس السيناريو في الدرجة الأولى بعد هبوطه في موسم 1424 - 1425 إلى الثانية وخدمه قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بزيادة أندية الدرجة الأولى.. لكن في هذه المرة وكما يقال (ما كل مرة تسلم الجرة) منينا النفس وحدانا الأمل بأن تساعد نادينا الظروف.. وهذا في الواقع هو السبب في تأخري في الحديث عن هبوط الفيصلي (أقول هذا للذين يلحون علي بالسؤال من بعد هبوط الفريق.. لماذا لم تقل رأيك حتى الآن عن هبوط الفيصلي..؟) الذي يهمني أمره كثيرًا لكوني أحد لاعبيه القدامى وقبل ذلك أحد أبناء حرمة أحد مراكز محافظة المجمعة.. وكنت أمني النفس بزيادة الأندية لأي سبب من الأسباب.. والآن وبعد أن صدرت الجداول وأصبح الهبوط واقعاً لا مفر منه وكذا بعد أن هدأت عاصفة الغضب التي خيَّمت على معظم الفيصلاويين وخصوصًا أبناء ديرتي (حرمة) من هول صدمة الهبوط غير المتوقع، بل والمفاجئ لفريقهم الأول لكرة القدم والذي وقع علينا - أبناء الفيصلي- كالصاعقة، حيث ساد ديرتنا (حرمة) حزن شديد، حيث لم يتوقع أبناؤها أبداً أو حتى يستوعبوا - خصوصًا من كان منهم بعيدًا عن النادي - أن يعود فريقهم إلى الدرجة الأولى بعد اثني عشر موسماً كروياً قضاها في الدوري الممتاز.. أما القريب من النادي والمتابع لاستعداداته ومسيرته في الدوري فكان على اطلاع بأوضاع الفريق.. وكان أغلبهم متخوفًا على بقاء الفريق في الدوري لأسباب سأتحدث بشكل مقتضب عن الواضح منها والذي يخص الفريق وأترك الخفي لحينه (رغم معرفتي بكل صغيرة وكبيرة).. واستهل حديثي عن ذلك بمناشدة محبي وعشاق الفيصلي خصوصًا من أبناء حرمة بالتكاتف والتعاضد من أجل العودة بفريقهم إلى مكانه الطبيعي بين أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وأحثهم بأن يكونوا قريبين من النادي ويناقشوا الإدارة عن كل ما يرون أنه في مصلحة النادي وعن الأشياء التي يرون أنها كانت من الأسباب في عودة الفريق إلى الأولى والتي - كما ذكرت - في مقال سبق (كتبته قبل نهايةالدوري بجولتين) لم تكن وليدة الموسم المنتهي للتو، بل أن بوادرها كانت واضحة للعيان منذ الموسم قبل الماضي، وهو الموسم الذي حقق فيه الفيصلي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حيث كان الفريق - آنذاك - في الدوري يصارع من أجل البقاء حتى قبل نهاية الدوري بجولتين وأنقذه بعد - توفيق الله - من الهبوط فوزه الصعب على القادسية بالهدف الذي سجله جيليرمي ومع الأسف الشديد انساق الكثير من الفيصلاويين خلف الأفراح ببطولة الكأس واستغرق ذلك منهم وقتاً طويلاً وبشكل مبالغ فيه وجاء هذا على حساب إعداد الفريق للدوري.. - وكما ذكرت آنفاً - لن أتعمّق في الأسباب التي لا تخفى على إدارة النادي والتي أعرفها ويعرفها كل فيصلاوي قريب من النادي حتى لا أنكأ الجراح ولا أتهم بأني استغل الظروف أو اصطاد في الماء العكر، وهدفي هنا هو تصحيح الأخطاء وليس النقد. لهذا سأركز في حديثي على ذكر بعض الأسباب الواضحة والمعروفة والتي تتمحور حول ما طرأ في صفوف الفريق وجهازه الفني وفي مقدمتها أخطاء وقعت فيها إدارة النادي مثل استبدال ثلاثة مدربين في الموسم وثلاثة لاعبين أجانب اثنان منهم كانا من نجوم الفريق أحدهما اللاعب البرازيلي جيليرمي الذي كان يشكّل قوة في خارطة الفريق خصوصًا على الطرف، وثانيهما اللاعب الفرنسي رومان امالفينانو الذي كان يشكّل إلى جانب المهاجم جوليو تفاريس ثنائياً خطيراً، حيث ساهم في صناعة العديد من الأهداف التي سجلها هداف الفريق تفاريس الذي انتقل للتو في صفقة انتقال حر لنادي الرائد.. ولعل المتتبع لمباريات الفريق بعد فترة التسجيل الشتوية الماضية أي بعد غياب رومان يلحظ تراجع خطورة تفاريس بشكل كبير وهذا عائد إلى فقدانه لممون وصانع معظم أهدافه رومان اللاعب الذي يفهمه ولعب معه طويلاً، حيث كانا يلعبان معاً قبل تعاقد الفيصلي معهما في نادي ديجون الفرنسي.. ومع الأسف فإن بعض البدلاء الذين استقطبهم النادي لم يكونوا في المستوى المطلوب - أقصد في مستوى جيليرمي ورومان ولن أقول بأفضل منهم وإن كان هذا هو الذي يجب أن يكون، بل والهدف من التغيير.. أعتقد أن هذه التغيرات التي طرأت في صفوف الفريق جاءت سلبية وانعكست آثارها على أداء الفريق.. ناهيك عن الاهتمام الكبير من إدارة النادي بمباريات التصفيات الأولية من البطولة الآسيوية رغم أن الفريق كان حينها لا يزال في الدوري يقبع في دائرة الخطر وانعكس ذلك سلباً على أداء الفريقي الجولات الحاسمة من الدوري.. وفي الحقيقة أنني عندما أُشير إلى بعض الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة فإني أدرك أن هذا لم يعد مفيدًا لمعالجتها خصوصًا بعد أن وقع الفاس في الرأس لكن أذكر هذا للاستفادة ومن أجل عدم تكراره مرة أخرى.. وفي الواقع لست مع من يطالب الإدارة بتقديم استقالتها وإتاحة الفرصة لغيرهم بعد ربع قرن قضته هذه الإدارة في ردهات النادي، بل إنني أطالبهم بعدم التفكير في ذلك والبقاء خصوصاً أن الموسم القادم هو الأخير للإدارة في دورتها الحالية - في حال عدم التمديد لإدارات الأندية الحالية وفق ما يتردد حاليًا - وأن يركزوا خلال هذه الفترة على العمل لإعادة الفريق وهذا ليس بالشيء الصعب، بل هو المتأمل خصوصًا أن الموسم القادم سيشهد صعود أربعة فرق من دوري يلو بعد قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم زيادة أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان في الموسم بعد القادم إلى ثمانية عشر فريقاً وقد سبق الفيصلي في العودة السريعة جارهم الفيحاء (وغيره) الذين هبط فريقهم للأولى قبل موسمين وعملت إدارة النادي على تنظيم أوضاع الفريق وتركت قذف مسؤولية الهبوط أو إلقاء اللوم على هذا أو ذاك خصوصًا بين أعضاء مجلس الإدارة وعاد الفيحاء أكثر قوة، حيث استطاع تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في أول موسم بعد العودة والذي جاء من أمام الهلال بطل آسيا في نسختها الأخيرة.. وأعتقد جازماً أن إدارة الفيصلي التي تملك الخبرة الطويلة قادرة على التعامل مع الهبوط والعودة بالفريق لمكانه الطبيعي.. وكما سبق وقلت عن الفيحاء - في مقال تم نشره بعد هبوطه - أقوله الآن عن الفيصلي وهو أن الموسم القادم سيكون للفريق استراحة محارب وسيعود الفريق سريعاً لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وليس لدي شك في ذلك لكن متى ما تم تصحيح الأخطاء وتكاتف الجميع خلف العنابي. والله من وراء القصد.
** **
- فهد الفهد