«الجزيرة» - وكالات:
روبوتات خدمة التوصيل إلى المنازل التابعة لشركة ستارشيب تصطف أمام محل سوبر ماركت في بلدة ميلتون كينز، إنه يوم شديد الحرارة في بلدة ميلتون كينز الإنجليزية، وهأنذا أطارد راية برتقالية صغيرة مثبتة فوق روبوت أبيض بست عجلات، وأشعر بارتياح لأنه سار ببطء ثم توقف.
استخرجت كريستيان بونيفاتشيو قالب شوكولاتة ضخماً من الروبوت الذي توقف أمام منزلها، تسرع بونيفاتشيو في دخول المنزل مرة أخرى لأنها على وشك إجراء مكالمة عمل عبر تطبيق زووم، لكن لديها ما يكفي من الوقت للإعراب عن شغفها بخدمة التوصيل إلى المنازل عبر الروبوتات التي ترسل كل تلك الآلات المهرولة عبر رصيف الحي الذي تقطن به.
وبدأت شركة «Starship Technologies» خدمة التوصيل بالروبوتات في بلدة ميلتون كينز قبل أربع سنوات، وما انفكت تتوسع منذ ذلك الحين، حيث أضافت المزيد من البلدات الشهر الماضي.
وبعد عقود من لعب دور الشرير في قصص الخيال العلمي، أضحت الروبوتات الآن جزءاً من الحياة في الكثير من البلدات الأوروبية، ولم يرحب الناس بها فحسب، بل إنهم يهرعون لمساعدتها إذا لزم الأمر.
آمبر كايس خبيرة في التفاعلات بين البشر والروبوتات والطرق التي تغير بها التكنولوجيا الحديثة الحياة اليومية، وتقيم في ولاية أوريغون الأمريكية تقول: «في الأفلام، يتم تصوير الروبوتات على أنها تكنولوجيا تهاجمنا باستمرار. لكن روبوتات التوصيل تقوم بخدمتنا».
تعتقد كايس إن المناسبات التي يرتطم خلالها الروبوت بعقبة ويحتاج إلى مساعدة أحد المارة تعتبر جزءاً حيوياً من العلاقة بين البشر والروبوتات، «التكنولوجيا قد تكون ساحرة عندما تحتاج إلى مساعدتنا. فنحن نحب الروبوت الذي يحتاج إلينا، وعندما نساعده، فإن ذلك يخلق صلة بيننا وبينه».
الغريب أن كايس تنتقد روبوتات التوصيل التي تشغلها شركة ستارشيب تكنولوجيز والمنتشرة على أرصفة ميلتون كينز.
هذه الروبوتات تعمل بالبطاريات، ويتم استدعاؤها وفتحها من خلال تطبيق على الهاتف المحمول، كما أنها مزودة بمجسات استشعار تدرك من خلالها وجود المارة، وتحتوي كذلك على مكبر للصوت. يسمح ذلك لمشغلها بالتحدث عن بعد إلى الناس الذين يشاهدهم من خلال الكاميرات المثبتة على الروبوت.
لكن كايس تقول إن ترسانة التكنولوجيا هذه غير مطبقة بالشكل الصحيح: «أشعر أنهم يوظفون التكنولوجيا في الجزء الخطأ من الرحلة. فالبشر يجيدون السير في الطرق المختلفة والوصول إلى منزل بعينه.