«الجزيرة» - وكالات:
أفاد علماء مؤخراً بأن الأشخاص المصابين بجدري القردة ربما نقلوا الفيروس إلى كلبهم الأليف، وهذه الحالة المحتملة لانتقال العدوى من إنسان إلى كلب هي المرة الأولى التي لوحظت فيها عدوى جدري القردة في كلب، والمرة الأولى التي يُشتبه في إصابة حيوان بجدري القردة من إنسان مصاب.
وقال روزاموند لويس، رئيس منظمة الصحة العالمية المعني بجدري القردة: «هذه هي الحادثة الأولى التي نتعرّف عليها حول مكان انتقال العدوى من إنسان إلى حيوان».
وأضاف لويس أنه من المهم ملاحظة أنه في هذه المرحلة، من غير المعروف ما إذا كان الكلب المصاب يمكنه نقل فيروس جدري القردة إلى البشر.
وفي وصف للحالة الأولى من نوعها، التي نُشرت في 10 أغسطس في مجلة The Lancet، دعا الباحثون إلى «مزيد من التحقيق في عمليات النقل الثانوية عبر الحيوانات الأليفة»، ما يعني الحالات التي ينقل فيها حيوان أليف مصاب الفيروس إلى أشخاص آخرين.
وتضمنت الحالة الأخيرة رجلين تم فحصهما في مستشفى Pitié-Salpêtrière في باريس، فرنسا في أوائل يونيو، وفقاً لتقرير The Lancet، والرجال هم شركاء غير حصريين يعيشون في نفس المنزل، وكلاهما ظهرت عليهما أعراض جدري القردة - بما في ذلك الطفح الجلدي والتعب والصداع والحمى - بعد حوالي ستة أيام من ممارسة الجنس مع أشخاص آخرين.
ومنذ بداية تفشي مرض جدري القردة، تركزت حالات الإصابة بشكل كبير بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، ولكن هذا الاتجاه لا يشير إلى أن الفيروس ينتشر حصرياً من خلال النشاط الجنسي أو أن الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال معرضون بشكل خاص للإصابة به. ويمكن لأي شخص، بغض النظر عن الميول أو السلوك الجنسي، التقاط الفيروس ونشره.
وفي أغلب الأحيان، ينتشر جدري القردة من شخص لآخر من خلال الاتصال المباشر بطفح جلدي أو قشور أو سوائل جسم الشخص المصاب، بما في ذلك القيح والمخاط واللعاب، أو بمواد ملوثة بسوائل الجسم، مثل الملابس أو البياضات.
وقال المرضى إنهم سمحوا للكلب بالنوم في فراشهم، لكن بعد ظهور أعراض جدري القردة الخاصة بهم، كانوا حريصين على عدم السماح للكلب بالتفاعل مع أي بشر أو حيوانات أخرى، وتطورت أعراض الكلب بعد حوالي 13 يوماً من ظهور الأعراض عند الرجال.
وكتب الباحثون في تقريرهم: «على حد علمنا، فإن حركية ظهور الأعراض لدى كل من المرضى، وبالتالي في كلبهم تشير إلى انتقال فيروس جدري القردة من إنسان إلى كلب».