د.عبدالعزيز الجار الله
سبق أن تحدث الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، في 20 فبراير 2022م في افتتاح المؤتمر الدولي لتقنية البترول 2022 الذي أقيم في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث افتتح المؤتمر وزير الطاقة، وقد استضافت «أرامكو السعودية» المؤتمر وبمشاركة وزراء وخبراء من 70 دولة، وأكثر من 300 شركة عالمية، أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان في كلمته: أن المملكة تسعى إلى ضمان مناعة ركائز عالم الطاقة الثلاث للأمن القومي:
- أمن إمدادات الطاقة الضرورية.
- الاستدامة والتنمية الاقتصادية المستمرة والنمو والازدهار من خلال توفير مصادر طاقة موثوقة.
- ومواجهة التغير المناخي.
وقال وزير الطاقة: لا يمكن حل أزمة تغير المناخ من دون الحصول على أمن الطاقة، وبالتأكيد ما لم يكن لديك أمن الطاقة فلن يكون لديك ازدهار اقتصادي، وإذا لم يكن لديك الاثنين فستفقد الاهتمام بتغير المناخ، معتبرًا أن هذه الركائز الثلاث يجب مراعاتها دون تضحية بواحدة من أجل أخرى.
وكان حديث وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في 20 فبراير 2022 أي قبل أيام من حرب وغزو روسيا لأوكرانيا في 24فبراير 2022 م، وقبل موجة الحر والجفاف في أوروبا شهر أيلول 2022 م حيث لا يزال عدد من الدول الأوربية، تحت الحرارة الشديدة والحرائق المستمرة وجفاف الأنهار، حرائق غابات رئيسة في مناطق مختلفة من أوروبا، وسوف يستمر الجفاف لسنوات حيث وصلت درجات الحرارة القصوى في أوروبا إلى 45 درجة مئوية.
فالذي حذر منه وزير الطاقة حينها في فبراير: أن الهبوط الحاد في الاستثمار في البترول والغاز يهدد أمن الطاقة، وهناك خطر فعلي أن العالم لن يستطيع إنتاج كل الطاقة التي يحتاجها لتعزيز التعافي، كذلك الاستدامة أنها نتيجة طبيعية لإطار عمل الاقتصاد الدائري للكربون الذي تدعو له المملكة ودعمه قادة مجموعة العشرين، وأن «تحول الطاقة في تسارع، ولكن التركيز على عناصر معينة فقط من هذا التحول مثل الطاقة المتجددة أو البديلة سيكون خطأً آخر فادحاً»، وأن أمن الطاقة يتطلب أن يستمر العالم في استخدام جميع خيارات الطاقة، بما فيها الموارد الهيدروكربونية، فالتحذير من الإخلال بواحدة من الركائز الثلاث التي بدأت تظهر وتتصاعد: فأوروبا دخلت في دائرة الحرائق وحرارة الطقس وجفاف الأنهار ولن تتعافي إلا بعد سنوات، كما أن أزمة النفط والغاز والقمح بسبب حرب روسيا على أوكرانيا يحتاج ليتعافى إلى مرور سنوات. وعدم توقف إيران عن خلق مخاوف وتهديد استمرار أمدد النفط والملاحة الدولية في البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي وبحر عمان.