راشد صالح الحمادي
ما كُنتُ أحسَبُ قبلَ دَفِنكَ في الثرى
أنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغورُ
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة، والحمد لله الذي جعل لكل أجل كتاب، الحياة رحلة سفر ولابد لهذا السفر من نهاية، والعاقل من يتزود وخير الزاد التقوى، فقد الوطن وفقدت محافظة الزلفي وفقدت عائلة الحمادي عميدها وحبيبها العم عبد العزيز الحمادي -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى، نعم فقيد الوطن لأنه كان ذا انتماء وولاء ووفاء والوطن لا يفقد إلا مثل هؤلاء، وفقيد الزلفي لأنه عنوان الزلفي الكبير فلا يكاد يُذكر اسم الزلفي لدى المسؤولين في أجهزة الوزارات إلا ويكون اسمه حاضرًا بسعيه ووجاهته في مصالح الزلفي وما يمكن أن يسهم في تنميتها ونهضتها، ينطق بذلك الحجر والشجر والبشر, لقد عاشت الزلفي في وجدانه وأخذت عليه كل تفكيره واهتمامه فكأنه المعني بقول الشاعر:
وإذا نطقت فأنتِ أول منطقي
وإذا سكت فأنتِ في إضماري
وفقدته عائلة الحمادي لأنه الحضن الدافئ والقلب الحنون، احتضن الأسرة بيديه، يد تسهم ويد تطعم، يعالج المريض ويساعد المحتاج ويدعم المتعلمين ويكرم المتفوقين، كان ذا رأي وحكمة، وتواضع ونبل في الخلق وجمال في التعامل وبساطة في العيش. أوقف الأوقاف الخيرية وساهم في الجمعيات ودعم المناسبات، كانت جنازته يومًا مشهودًا في كثرة المصلين ودعوات المحبين ودموع الفاقدين والكل يتمثل قول الشاعر:
ما كُنتُ أحسَبُ قبلَ دَفِنكَ في الثرى
أنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغورُ
ما كُنتُ آملُ قبلَ نعشِكَ أن أرى
رَضوى عَلى أيدي الرجالِ تسيرُ
كَفلَ الثناءُ له بِرَد حَياتِهِ
لمّا انطوى فكأنَّه مَنشورُ
رحم الله العم عبد العزيز وجعل ليلة وضعه في قبره أسعد لياليه وأنزل الصبر والسكينة والطمأنينة على قلوب أهله وذويه ومحبيه، والحمد لله المتفرد بالعزة والبقاء، الذي كتب على كل المخلوقات الفناء.