د.عيد بن حجيج الفايدي
«النخلة» تلك الشجرة الطيبة التي ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية... ففي الحديث النبوي قول الرسول صلى الله عليه وسلم «بيت لا تمر فيه جياع أهله».
ومن المؤكد أن الشواهد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية عن «النخلة» و»التمور» لم تكن غائبة عمن حضر أو ساهم أو شارك في أي فعالية من فعاليات منتدى عنيزة للتمور والذي اختتم نشاطه في شهر محرم من هذا العام وهو المنتدى الدولي الأول الذي عقد بالتعاون بين غرفة عنيزة والمجلس الدولي للتمور واتحاد الغرف السعودية وبمشاركة ورعاية من جهات حكومية وخاصة. وغرفة عنيزة ترفع راية الاستعداد بوقت مبكر لمناسبة العام الدولي للتمور بعد موافقه مجلس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» على طلب المملكة بإقامة سنة حولية للتمور عام «2027» ولا يخفى على القارئ الكريم الأهمية الدينية، والصحية، والاقتصادية. والاجتماعية للنخيل عامة والتمور خاصة
والنخلة شجرة طيبة «كما ورد في الحديث» فإن العناية بالطيب هو عناية بالمنتج الطيب بكافة أنواع ومسميات التمور التي تختلف من منطقة إلى أخرى في هذا الوطن... وزراعة النخلة في أي مكان هو نشر لثقافة الزراعة المستدامة التي تنشرها الجهات المحلية والعالمية والنخلة الطيبة يتجاوز عمرها مئة عام بل هناك نخيل في «حوايط» مزارع عنيزة قد تجاوزت مائتي عام...
وفي حفل افتتاح المنتدى الدولي للتمور أبدع أمير المنطقة بمداخلات وتعليقات دقيقة وتوجيهات تدل على عمق في التفكير وبعد نظر وادراك للتحديات والمشكلات التي تواجه سوق التمور ليس في منطقة القصيم فحسب بل على مستوى أوسع وأشمل... وتجربة عنيزة في التمور تجربة مميزة من ذلك الفحص الصحي الدقيق للتمور.. عند بوابة رقم واحد قبل دخول التمور لساحة السوق.. ووصوله إلى المستهلك... والسوق المحلي للتمور بالمملكة هو سوق عالمي فهو من أهم الدول إنتاجا للتمور وبلغت نسبة الانتاج المحلي «17 %» من الإنتاج العالمي وتجاوز عدد النخيل نحو: 31 مليون نخلة تنتج اكثر من مليون ونصف طن من التمور... وهناك ميزة خاصة للتمور المحلية أن لديها أسواقاً عالمية خاصة بها للتمور في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة.
حيث يحرص «الحاج» و»المعتمر» على شراء التمور قبل عودته لوطنه...
والعام الدولي للتمور عام 2027م - إن شاء الله تعالى - هو عام تحد جديد للسوق المحلي للتمور يتطلب من كل الجهات المباشرة أو غير المباشرة بذل المزيد من الجهد والمزيد من التخطيط الإستراتيجي لزيادة مساحات زراعة النخيل وزيادة التنوع في إنتاج أنواع.. وهذا يتطلب قيام مبادرات جديدة مثل تلك المبادرة في زراعة مليون نخلة في وادي سلطنة عمان..
ومما يسهم في زيادة نشر ثقافة زراعة النخيل هو وجود مبادرات وحافز تشجيعي لهذا الجهد المبارك... وقطاع الزراعة عامة والنخيل خاصة بحاجة لحصر مشكلات وتحديات تواجه وضع فسيلة النخلة في مكانها المناسب ثم العناية والرعاية وصولا لمرحلة الإنتاج الفعلية... وهذه المراحل النمائية للنخلة بحاجة لمراكز بحثية علمية... في أروقة الجامعات ومعامل الأبحاث والدراسات لحصر التحديات وتقديم التصور الايجابي السليم على أساس علمي واقعي للحد من الآثار المترتبة على تلك المشكلات التي تواجه الشجرة الطيبة المباركة النخلة..
وورد في الحديث النبوي أن رَسولِ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلم قال: أخْبِرُونِي بشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أوْ: كَالرَّجُلِ المُسْلِمِ لا يَتَحَاتُّ ورَقُهَا، ولَا، ولَا، ولَا، تُؤْتي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ، قالَ ابنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، ورَأَيْتُ أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقولوا شَيئًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هي النَّخْلَةُ.