مقالي بعد عودة جزيرة الإبداع للشروق مثقلاً بخيال مصحوباً بواقع، كلنا نمرّ على طريق مرصوف شئنا أم أبينا، معبّد أو به نتوءات تصك رؤوسنا في سطح كل سيارة مِنّا، السؤال الآن الطريق هو الطريق هذا صحيح لكن هل وصف أحدنا ماذا يسمع فيه ويتابعه ويشاهده من ملاحظات خفيفة أو دقيقة؟
هنا انتفض خيالي مستفزاً واقعي على الطريق الذي أمر منه كل يوم بكل دقائقه وثوانيه تفاصيل تفاصيل كثيرة بهذا الطريق، فماذا ترانا نشاهد؟!
فالطريق محمّلاً بكل شيء بالأشواك، بالأشجار اليابسة بالورد الذابل، بضوء الشمس الذي ينفذ بين الأوراق بالندى المتساقط، ببعض المطبّات.
بعطر لا تعلم من أين أتى، بسيارة فجأة تراها أمامها تقلقك، بأبواق مزعجة تحمل بداخلها عروساً وعلى زجاجها قلب طعنه سهم الحب، بشيبة بجانبه شاب يرفع يده عليه وبين أصابعه سيجارة دخانها كثيف، وفي معصمه سلاسل تشبه نعمة البنات!
بدمعة تترى من خدٍّ مهموم بقراب الأرض في تقاسيم وجهها !بابتسامة ثلاثيني في يده أوراق تعيينه!
بمطلقة تندب حظها العاثر أن وقعت بين براثن زوج نزع من قلبه الرحمه، تبكي على عمر يتلاشى بزهورها التي على وشك أن تسقط أوراقها، بأربعة من فل وياسمين يستغيثوا قائلين : يارب أين أمي؟
وأم أخذوا روحها وبقي الإحساس يندب معاناتها ويلطم ما تبقى من كرامتها وتقول : يا الله أرني فيمن ظلمني عجائب قدرتك !
إن هذا الطريق مثقل بالوجع بالألم بالفراق بالأماني المترعة، لكل من رأيتهم أقول لهم :
الهوينى عليكم فهناك إله يرحم يعدل يسمع ويرى ويبطش ، ويفرح...
إن هذا الطريق غريب موحش سعيد .. هناك من يضحك، يقهقه بقوة ترى دموعه تتمايل فرحاً، وهناك من يرفع علم بلاده مفتخراً أن يومه الوطني اقترب الطريق فيه أطنان البشر يفرحون، يمرحون، يرقصون، وهناك من يحزن يهتم ويحسب لكل « لتر بنزين « ولكن الكل على طريقته.
سطر وفاصلة
ليتني كالقمر أطلّ كالسحاب
أستقي من السماء زفرات
العُباب
أحتسي من الظلام
كل سطور الغياب
أحمل ظلي
مغادرا
مناصرا
راحلا
مبتسما
حزينا
فوق حرفي أرتال
السراب
ليتني مثله أربّت
على كتف العاشقين
ساهرا
دامعا
وعلى البحر مودّعا أسراب
الغراب
** **
- علي الزهراني (السعلي)
al-raig18@hotmail.com