على كل السنوات الفائتة أن تبرر انطفاء بريقها في عين البائسين ..
الذين قضوا معظمها في البحث عن نور ذاتي يحفظ لهم شعاعهم وتواجدهم على أكمل وجه.
على الأقل في الظروف التي تستوجب ذلك ..
لقد علمت أن كثرة المصابيح لاتكفي للوضوح إن كان داخلك معتماً.!
وأن داخلك المعتم لن يضيء إن كنت لاتملك مكاناً لوضع مصباحك..
لقد نحت وجودك « مشكاة « على وزن صبري تكفي لوضع شمس متوهجة..
يكادُ نورها بأن يشعل مابين أضلعي..
كل شيء كسر المصباح عندما أسقط الزجاجة
كان يعتقد بأنه أطفأها للأبد..
متجاهلاً كل فرص الحياة التي يمكنها أن تحدث.
عندما تتغير وتميل عن طريقك الذي كنت به
وتتضح رؤيتك للأشياء فأنت لم تغير قدميك بل بوصلتك ولم تغير عينيك لكنك نضجت.
والنضج لايعني كم اقترفت من السنين المتتالية
بل ماذا حل بك حتى تصل إلى ماوصلت له الآن؟!
منذُ زمن والنهار لم يكن كافياً للوضوح
ولا حتى الليل كان كافياً للسهر.
لقد مالت أفكاري عن الوصول ويداي عن القلم.!
لقد مللت الانهيار المتتالي لذاتي..
كان مصباحك على مقاس احتياجي وحجتي واحتجاجي .. كان يفي بالغرض في كل مرة أحتاج فيها بأن أشعر بما أنا فيه..
نعتقد في منحنى معين من الحياة أنها النهاية
وأن اجتياز هذا المنحنى ربما هو الاجتياز الأخير لنا
في حين أنه منحنى البداية التي ننتظر ..
عدم السماح بالتناهي هو مربط استمرار ضوئك
ففي كل الأحوال مشكاة ذاتك
بك أنت أن حدث والتقيت بمصباح يسكنُ داخلك
ويعيش بك ولك فتمسك به.
فراغ مشكاتك يجعلك معتماً والحياة تريد ضياءً
لامتناهياً حتى تعيش ..!!
** **
- شروق سعد العبدان