محمد عبد الرزاق القشعمي
نعى إلينا الناعي رحيل الأستاذ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة يوم السبت 20 أغسطس 2022م والذي وافاه الأجل المحتوم بالولايات المتحدة الأمريكية وسينقل جثمانه للصلاة عليه ودفنه بمسقط رأسه مكة المكرمة.
لقد عاش رحمه الله حياة حافلة بالجد بالعمل الإداري ثم التجاري والثقافي، فقد نهج نهج والده محمد سعيد عبدالمقصود (الغربال) الذي كان من أبرز أدباء زمانه بالحجاز قبل الحرب العالمية الثانية. والذي رأس جريدة (أم القرى) من سنة1350 إلى سنة 1355هـ 1930- 1936م بعد رئيسيها السابقين يوسف ياسين ورشدي ملحس، ومعروف أن الغربال قد فتح باب الجريدة واسعاً للشباب والأدباء بشكل عام وأصبح ينشر المقالات الأدبية والاجتماعية والشعر وغيره. وخصص صفحة للأدب والفن، ونقد العادات والتقاليد وطالب بتحسين الخدمات البلدية والصحية والتعليمية. ومعالجة مشاكل المياه وغلاء المهور وحتى طالب بالكشف الطبي على المقدمين على الزواج لتلافي الأمراض الوراثية والمعدية.
جاء عبدالمقصود خوجة ليواصل مسيرة والده بتخصيص ليلة يكرم فيها الرواد والمبدعين بدءًا من عام 1410هـ - 1980م وأصدر المجلد الأول من كتاب الاثنينية الذي كرم به: عبدالقدوس الأنصاري، وطاهر زمخشري، وعبدالمجيد شبكشي، وعبدالله بالخير، ومحمد حسين زيدان، وحسين عرب، وعزيز ضياء، وحسين سراج، وأحمد عبيد، ومحمود عارف، وأحمد العربي، وعبدالعزيز الرفاعي، وعمر أبو ريشه، وطارق عبدالحكيم.
واستمرت الاثنينية حتى 1-7-1436هـ - 20-4-2015م بتكريم د. عبدالله الفيفي.
حضرت ثلاث مناسبات تكريم عبدالكريم الجهيمان في 1421هـ، وفهد العريفي 1423هـ، وتكريمي في 9-2-1436هـ - 1-12-2014م.
ولم يكتف بتكريم المحتفى بهم بل أصبح يزودهم بمطبوعات الاثنينية والتي قامت بدور مهم في توثيق إنتاج الرواد. أمامي الآن المجموعات الكاملة للأدباء أحمد السباعي، وحمزة شحاته، وعاصم حمدان، ومحمد عبده يماني، ومحمد سعيد العامودي، وحسين سرحان، ووالده محمد سعيد (الغربال).
استمر برعايته للاثنينية وتقديمه للمحتفى به وإهداء لوحة تكريم من كسوة الكعبة ومصحف أثري، مع حفل عشاء، وتأمين السكن والمواصلات.
بدأ قبل بضع سنوات يتوكأ على العصا وآخر اثنينية رعاها للدكتور سليمان الذييب في 17-3-2015م، وتولى ابنه محمد سعيد رعاية بقية الحفلات للأدباء: زاهي حواس، عزيزة المانع، سعيد حارب، واسيني الأعرج، وحمد الدخيَّل، وبديعة كشغري.
توقفت الاثنينية رغم أنه سبق أن ناقش تحويلها إلى مؤسسة ومجلس إدارة. أذكر منهم الدكاترة: سهيل قاضي، وعبدالمحسن القحطاني.
اعتزل الناس والحياة الاجتماعية واعتكف بمنزله ولا يراه إلا القلة. وقيل إن وفاة ابنه (إباء) المفجعة أثرت عليه.
أصدر مركز حمد الجاسر الثقافي عدداً من نشرته الدورية (جسور) صفر 1439هـ واستضاف الدكتور القحطاني للتحدث عنه لعله يعود من كبوته.
والآن وقد رحل وبقي ذكره الطيب والمطبوعات الخالدة التي ستبقى سنين طويلة فهي إن شاء الله من الصدقة الجارية.
عزائي لأسرته ومحبيه وإلى أدباء المملكة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.