الثقافية - جدة - صالح الخزمري
شكل رحيل الوجيه والأديب : الشيخ عبد المقصود خوجة فاجعة كبيرة لدى الوسط الثقافي ليس في المملكة فحسب بل الوطن العربي أجمع، وجاءت عبارات التأبين معبرة عن دوره الريادي في خدمة الثقافة من خلال الصالون الشهير ( الاثنينية) وطباعة عدد من الأعمال الكاملة لعدد من الأدباء والشعراء.
ومن الجميل لنا في «الثقافية» أننا عملنا عنه رحمه الله ملفًا احتفائيًّا في المجلة الثقافية في حياته في التاسع والعشرين من يناير من العام الماضي.
"الثقافية" رصدت بعضًا من تأبين عدد من محبيه رحمه الله
- الناقد د. عالي القرشي:
رحم الله الشيخ عبد المقصود خوجة والذي يعد أحد رواد الحركة الثقافية في بلادنا، فقد حظيت بحضور عدد من فعاليات الاثنينية وسعدت بدعوات بعض المكرمين الذين آنسوا من صديقهم خيرًا؛ فدعوه في حفلات تكريمهم ؛ وراعني في هذه اللقاءات حسن التقديم والتنظيم الذي يشرف عليه عبد المقصود خوجة رحمه الله شخصيًّا ويدعو أشهر المذيعين وأنداهم صوتًا ليشجو الحضور بأصواتهم الندية.
له رحمه الله باعه الطويل في النشاط الصحفي تحريرًا؛ وإدارة؛ وتأسيسًا ؛ ولمَّا منّ الله عليه بالمال من شقا يديه لم يبخل على الحركة الثقافية وعالمها الثقافي بمختلف طوائفه الإبداعية نساءً ورجالًا أن يسخر ذلك المال للعناية بأحوالهم؛ فأكرمهم وشجعهم على طبع مؤلفاتهم إما إسهامًا في نشرها أو طبعها على حساب الاثنينية، رحمه الله رحمة الأبرار.
- الشاعر والإعلامي أحمد عايل فقيهي
الشيخ عبد المقصود خوجة رحمه الله قامة ثقافية كبيرة وسليل أسرة ثقافية خدم الثقافة السعودية خدمة كبيرة، وسخر كل الإمكانات في هذا الإطار، ويتجلى ذلك من خلال صالونه الشهير ( الاثنينية ).
وقام بتكريم رموز كثيرة ومؤثرة في الثقافة المحلية والعربية، رجل عظيم وكريم، وعاشق للثقافة وهو من الحالات الاستثنائية الذي وفر ماله لخدمة الثقافة، أديب وابن أديب، فوالده كان من رموز الثقافة والأدب في الحجاز في وقت مبكر.
ويتوج كل ذلك ما يتمتع به من أخلاق عالية ونبيلة إلى جانب التواضع الجم، فقد كان يحتفي بكل رواد الاثنينية والتي تعد واجهة ثقافية لمدينة جدة، وقد كان لي الشرف بالمشاركة فيها ببعض الكلمات عن بعض الشخصيات المكرمة.
وأنا أعتقد أنه إذا كُتب تاريخ الأدب والثقافة في بلادنا فسيحتل منتدى عبد المقصود خوجة ( الاثنينية) بإنصاف وإخلاص وحيادية مساحة كبيرة.
تعرفت على شخصيات كثيرة من خلال الاثنينية، وكونت صداقات من خلالها التقينا بأنيس منصور وأحمد عبد المعطي حجازي وغيرهما من الرموز من داخل وخارج المملكة، إلى جانب أنه طبع الأعمال الكاملة لعدد من الأدباء من أمثال : حمزة شحاتة وحسين سرحان ومحمد سعيد العامودي وأحمد السباعي وغيرهم.
عبد المقصود خوجة رحمه الله شكل قيمة وقامة وكان كريمًا على المستوى الشخصي، وله مواقف إنسانية مع كثير من الأدباء والمثقفين، ويضاف إلى ذلك كله أنه أعطى للمرأة دورًا فاعلًا في الاثنينية. رحمه الله رحمة واسعة.
- د. حمد السويلم – رئيس نادي القصيم الأدبي -
يمثل الأديب الوجيه عبد المقصود خوجة نموذجًا للمثقف الذي يدرك أهمية الثقافة في التقدم الحضاري، ويكاد ينفرد في عمل استقل به، وهو دعم المثقف وطباعة نتاجه العلمي. فقد كانت اثنينيته عبارة عن مؤسسة ثقافية فاعلة ومؤثرة ومثرية للحراك الأدبي.
كان عندنا أدباء يصنعون الثقافة، وكان عندنا أثرياء يصنعون المثقف، إن خوجة رحمه الله في طليعة الرجال الذين دأبوا على تكريم العلماء والأدباء وتشجيعهم. والعمل على طباعة أسفار ومجموعات ومجلدات لكبار الأدباء المؤسسين للخطاب الأدبي والثقافي.
لقد بذل ماله وجهده من أجل تشجيع المثقفين وتكريمهم، وإنه بهذا العمل الجليل يستحق التكريم، لذلك أناشد ورثته وذويه ومحبيه بتخصيص ميزانية مالية من تركته تكفل للاثنينية الاستمرار في أداء رسالتها الثقافية والتنويرية، لتخلد هذا العمل الجليل وتبقي اسم هذا الرجل النبيل حاضرًا في المشهد الثقافي.
و بما أن خوجة - طيب الله ذكره - يمثل رمزًا وطنيًّا أقترح على محافظة جدة تسمية معلم حضاري باسمه حتى لا يسقط من ذاكرة الزمن.
- د. عبد المحسن القحطاني – صاحب منتدى الأسبوعية -
الأستاذ عبدالمقصود خوجة لا يرى بمعزل عن اثنينيته ، ولا يأتي اسمه إلا ويجلب معه الاثنينية، ولا تأتي الاثنينية إلا ويحضر اسم الأستاذ/عبدالمقصود خوجة، مع أن هناك مسمى (الاثنينية) في بعض مناطق المملكة، وكأن الاثنينية حكرًا عليه ليس غيره، الاثنينية بمطبوعاتها وتكريماتها أصبحت مصدرًا رئيسًا لكثير من الباحثين؛ إذ تحوي معلومات عن المكرمين لا توجد في أي مرجع آخر إضافة لمطبوعات الاثنينية التي شملت مفكرين وأدباء فطبعت مؤلفاتهم مجتمعة، وأصبحت هذه المطبوعات لا يستغنى عنها أبدًا، رحمك الله أبا محمد سعيد؛ فقد كنت لبيب النفس وأديب الدرس.
ويتميز الأستاذ عبدالمقصود خوجة باحتفائه بالجميع ليظن الواحد أنه المميز عنده بينهم، أذكر أول لقاء معه في الاثنينية وهو لا يعرفني وكان المكرم الشاعر المصري، وتحدثت ليلتها عن شعره وأنه عمودي كتبه على أنه شعر تفعيلة وجئت على بعض نصوصه، وقد فرح الأستاذ عبدالمقصود بذلك وطالبني بالحضور، حتى عندما أغيب كان حريصًا على حضوري، بل يهاتفني معاتبًا، كان يلقبني دومًا بالبدوي الأنيق، كنت ناصحًا له فيما يكتب أو يكتب له، وهو يذكر ذلك في بعض مجالسه، حتى إنه حريص على حضوري في مناسبات خاصة، أما الاثنينية فأتوقع منه أن يزج بي للحديث، وكنت ألبي ذلك، وما أعرف أنني حضرت الاثنينية بدون أن ألقي كلمة مرتجلة، كان يسعد بذلك، ويأخذ باقتراحات مجموعة اصطفاهم لذلك : معالي د. محمود سفر ومعالي د. رضا محمد سعيد عبيد ومعالي د. مدني علاقي ود. عبدالله مناع ود. عبدالمحسن القحطاني وكنا نجتمع وكان ينوي أن تتحول الاثنينية إلى مؤسسة تستمر بعد انتقاله للرفيق الأعلى، لم يتمكن من ذلك؟
- محمد الجلواح - شاعر و عضو مُؤَسِّسٍ لنادي الأحساء الأدبي -
رجل التكريم .. وبعض حرف من (الاثنينية)
رحم الله الأديب والدبلوماسي ورجل الأعمال والإنسان الشيخ عبد المقصود بن محمد سعيد خوجة الذي رحل، ولم يرحل ..
رحمه الله ..وهذه إصدارات (اثنينيته) التكريمية الشهيرة تتبوأ في الصدارة أغلب المكتبات الخاصة والعامة للسعوديين في بلادنا .. وتأخذ مكانًا بارزًا فيها.
رحل الأستاذ عبد المقصود خوجة .. بذكره المحمود، وفعله المشكور، وعمله المذكور .. الذي يتجدد مع حروف كل كتاب من تلك الإصدارات، التي يفخر باقتنائها كل من حظي منها، ولو بجزء واحد..
وفي هذه الكلمة التأبينية القصيرة التي أكتبها بأصابع مرتجفة حزينة ومشاعر أسى كبيرة/كثيرة .. يقف المرء عاجزًا عن أي جانب من الجوانب يكتب عن هذا الفقيد الغالي.
أيكتب عنه شخصيًّا، وعن مآثره، وأخلاقه ونبله وكرمه، وتواضعه العالي، فلعمري سيحتاج الأمر في هذا فقط لصفحات كثيرة وعديدة، وقد لا تفيه حقه أيضًا؟
أم يكتب عن أمسية وندوة (الاثنينية) البهية التي أسسها ورعاها وأنفق عليها من حُرِّ ماله على مدى أكثر من 35 عامًا متواصلة، وكَرّم فيها أكثر من 330 شخصية من رموز الأدب والشعر والفكر، مختلفة التوجه والإبداع والجغرافيا .. حتى أصبحت - أي الاثنينية - نافذة وقناة إعلامية سعودية مميزة يحلم كل من عرفها أن يكون هو أحد المكرمين فيها - ومنهم كاتب هذه السطور التي كانت ضمن أحلامه -؟
أم يكتب الكاتب عن معدنه الكريم المتواصل أبًا عن جدٍّ في دوحة الأدب والفكر والشعر والحرف؟
لقد كتبت عن الشيخ عبد المقصود خوجة، وعن (اثنينيته) مقالًا قبل 21 عامًا، وذلك في العدد 297 من (المجلة العربية)، شوال 1422هـ، يناير 2002م عنوانه (حين يمطر الوفاء) وذكرت فيه ما كان يُمكن أن يقال - حينئذ - عن هذه الندوة العلمية الأدبية، والتكريم الفريد الذي يناله كل مُكَرَّمٍ فيها، وجاءني منه رد كريم جميل وضعْتُهُ ضمن الأوسمة المختلفة التي أحتفظ بها، وزاد في ذلك أن رصد ذاك المقال في (كتاب الاثنينية) رقم 42، وذكرت في المقال أن التكريم الذي لا يقف أو يخص أو ينتهي عند من تم تكريمه في هذه الندوة بالاسم في تلك الأمسية بالاسم .. يشاركه كل من حضر تلك الأمسية، وكل من وصلت إليه إصدارات (الاثنينية) إلى قعر داره .. حيث يقوم الشيخ عبد المقصود بإرسال هذه الأسفار القيمة .. بالبريد المسجل المضمون إلى بيت كل مثقف لديه عنوانه وفي منطقته من بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية المترامية الأرجاء.
يعني أن القارئ لهذه الأسفار القيمة البديعة ذات التجليد الفاخر جدًّا هو أيضًا مشمول بهذا التكريم من خلال اقتنائه لها.
هذا وتصلك هذه الكتب مشفوعة بخطاب رقيق يتضمن عبارات إهداء باسمك وبرجاء بالقبول ... إلخ
فأي تكريم أكثر من هذا..؟
إنني قد وضعت إصدارات (الاثنينية) في أبرز زاوية في مكتبتي الخاصة كما أشْخَصْتُها غلافًا على كتابي (فضاءات) الجزء الثاني تقديرًا لها ولصاحبها - رحمه الله -.
ولعل من المفارقات أن يمضي الشيخ عبد المقصود خوجة في تكريس تكريم المبدعين على اختلاف مجالاتهم وبلدانهم وأوطانهم وتوجهاتهم دون فرق أو تمييز، ويعزف هو عن كل المطالبات بتكريمه، وقد سمعت من أحد الأصدقاء - أنه اعتذر عن هذا التكريم من بعض الجهات الرسمية والأهلية -، وهذا يدل على سمو نفسه وعزتها، وكريم أخلاقه وخلقه وإيثاره وتواضعه.
لقد شَهِدْتُ 4 أمسيات من الاثنينية مازالت عالقة في وجداني كأنني أعيشها اللحظة وهي:
أمسية تكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وقد جمعتني مع سموه وصاحب الاثنينية الراحل صورة تاريخية..
أمسية تكريم الأستاذ الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك.
أمسية تكريم الكاتب والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة.
أمسية تكريم الدكتورة ماجدة أبوراس، وفي هذه الأمسية كتبت له هذه الأبيات الآتية وقرأتها أمامه:
يا سيد الجود والأخلاق والأدب
وسيد النسب المذكور في النسب
سُمِّيتَ عَبْدًا لـ(مقصودٍ) نلوذ به
وأنت (مقصود) أهلِ الفكر والأدب
غَنّى لك الساحل الشرقي موجته
وراقص النخل في الأحساء بالرطب
القطف ينتظر (الإثنين) أمسية
لكل من حاز أمجاداً من الرُّتَب
لقد فقد الوطن والوسط الثقافي والأدبي والفكري والاجتماعي برحيله شخصية ثقافية واجتماعية..مرموقة قَلَّ أن يجود الزمان بمثلها..
وإلا - والساحة تفتقده- .. فهل سينبري أحد من إخوتنا رجال الأعمال في بلادنا - زادهم الله خيرًا وفضلًا - ويقوم بمثل ما قام به شيخنا الراحل .. أو بما هو قريبٍ منه؟
رحم الله الشيخ عبد المقصود خوجة وغفر له وأسكنه فسيح جناته ..
- د. محمد الشنطي – الأديب والناقد المعروف -
لم يكن الراحل الكبير الشيخ عبد المقصود خوجة مجرد رمز وطني أو قومي؛ بل كان ظاهرة إنسانية جميلة وجليلة، كانت اثنينيته التي برزت في أوائل الثمانينيات علامة بارزة في تاريخ الثقافة العربية؛ وكان ظهورها إحدى التجلّيات التي دشّنت مرحلة جديدة على مستوى العالم العربي كله، وكان صاحبها - كما قال عنه الشاعر الكبير المرحوم غازي القصيبي - (وزارة ثقافة في رجل) كان معلمًا عربيًّا فكريَّا وعلميَّا و أدبيًّا بارزًا شاهقًا، استقامت له كل دلالات النخوة العربية والكرم العربي والشهامة العربية، والقيم الإسلامية المثلى، وتجلّت في كلماته التي ألقاها في تكريم أعلام الأدب والفكر والعلم منارات مشعّة حملت أفكارًا نهضوية إصلاحية، كان تنويريًّا بحق، ولم يكن مجرد صاحب صالون أو ملتقى؛ بل كان معلّمًا ومفكرًا يطرح رؤى تصلح لأن تكون مشروعات تنير الطريق وتبدّد ظلمات اليأس والقنوط أمام الطفرة العالمية الهائلة في التكنولوجيا والرقمنة التي تبنتها عولمة متسلّطة أحادية الاتجاه.
- إنني أدعو طلاب الدراسات العليا أن ينكبّوا على دراسة أفكاره وتراثه ليكشفوا عما احتوته من ذخائر وما انطوت عليه من كنوز.
- رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ( إنا لله و إنا إليه راجعون ).
- محمد علي قدس - عضو نادي جدة الأدبي
- الخوجة : سيرة عطاء ثقافي خالدة
رحم الله الأديب الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجة وجعل الجنة له مستقرًّا ومقامًا، علاقتي به رحمه الله تعود إلى عام1985م حين حضرت مع الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين رئيس النادي الأدبي بجدة رحمه الله بعد توليه رئاسة النادي بعد ثلاثة أعوام من تعيينه وقد أعددنا خطة لبرامج نشاطات النادي وكان يعقد أمسياته التي يجمع بها الأدباء لتكريمهم في منزله أو فيلته في الروضة وفي صالون منزله ووجدت أن المجلس يضم الأديب والشاعر والصحفي والطبيب ومن يتبعهم من الغاوين. واتفقنا مع الشيخ عبد المقصود أن يكون هناك تعاون مشترك بين النادي واثنينيته على أن يكون التعاون قائمًا بينهما بأن يتم التنسيق أولًا في موعد نشاطات النادي بحيث لا يتعارض مع يوم الاثنين وهذا هو السر في اختيار موعد نشاطات النادي يوم الأحد اليوم الذي قبل أمسيات الاثنينية حيث يمكن التنسيق مع ضيوف النادي من الأدباء حيث كان النادي يستضيف كبار الأدباء والشعراء والمفكرين من خارج المملكة أسماءٌ لها تاريخها وشهرتها وتقوم الاثنينية بتكريمهم في اليوم التالي. ومنذ ذلك التاريخ والتعاون مستمر بين الاثنينية والنادي وكان أكثر قوة بعد جعل الأستاذ عبد المقصود مؤسسة لها أعضاؤها من الأدباء والمثقفين وقد أعلنها في كلماته التي يفتتح بها نشاطات الاثنينية أنه ضيف مثل أي أديب في أمسياته الراقية وقد توسع فيها وزاد عدد الرواد والمرتادين في قصره الفاخر. ولم يبخل الأستاذ عبد المقصود من دعم النادي سواء نشاطاته أو إصداراته وأخص ندوات قراءة النص التي يدعم ميزانيتها التي كانت تفوق طاقة النادي لمحدودية المعونة التي خصصت للأندية الأدبية التي لم تزد عن مليون ريال أو أقل منذ تأسيسهأ. وقد اعتبر الأستاذ عبد الفتاح أبومدين ومن بعده د. عبدالمحسن القحطاني الذى تولى رئاسة النادي وكنت معهما أننا جزء من الاثنينية
كنت لا أتراجع أبدًا مهما كانت مشاغلي وارتباطاتي حين تتصل سكرتارية الشيخ عبد المقصود يبلغوني بأنه يريد الاستعانة بي لتقديم أمسية الاثنينية نظرًا لاعتذار عريف الأمسية. أذكر ممن تولوا تقديم أمسيات الاثنينية منذ انطلاقتها د. حسين نجار وخالد البيتي وحسان كتوعة وسامي عنبر وعبدالعزيز قزان. وقد قمت بتقديم الكثير من الأمسيات. وكنت اعتدت أن يطلب مني المشاركة في تكريم الضيوف من الأديبات والأدباء ممن لي علاقة بهم أو مهتم بتخصصهم.
رحمك الله يا أبا محمد سعيد سيبقى دوره في تكريم الأدباء والمثقفين ورعايته لهم وتوثيق تراثهم الأدبي من خلال الاثنينية ونشاطاتها خالدًا ومؤثرًا وقد أسعدني أن كنت في مؤسسته الثقافية العريقة وسعدت بالتعاون معه.
- د. يوسف العارف - الشاعر والناقد -
ومات عبدالمقصود،،،،،
نبأ سرى فتزلزلت أركاني.
وانهد حيلي واستراب كياني
وتساقط الدمع الهتون فليتني.
لم أسمع الأخبار في الإعلان
قالوا توفى قلت للفردوس من.
كانت شواهده على الأعيان
نور من التقوى على شرفاته،،،.
وعلى يديه شواهد التبيان
مساء جدي زادت رطوبته الأوقسطية، وقلت الراحة النفسية، لما بلغني خبر الموت لحبيب الثقافة ورائد الصالونات الثقافية الذي غاب عنا طوال السنوات الماضية الشيخ الوجيه عبد المقصود محمد سعيد خوجة صاحب الاثنينية الشهيرة في جدة رحمه الله وأسكنه فسيح الجنات وإلى الفردوس الأعلى إن شاء الله، كم استضافنا على موائد العلم والمعرفة، وكم جمعنا مع أهل الفضل والعلم والأدب، وكم أصدر لنا من كنوز الفكر والثقافة، وكم شهدت له المنابر والندوات والمؤتمرات بالحضور البهي والقول الصائب والرأي الحصيف، رحمه الله : عزاؤنا فيه ما ترك من إرث ثقافي وسيرة عطرة وذكرى طيبة وذرية صالحة، فعظّم الله أجرنا ورحم ميتنا وأحسن الله عزاءنا، فالفقد أليم والفراق عظيم ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ،،،،،
- د. عبد الله باشراحيل - الشاعر والوجيه
رحم الله الأستاذ عبد المقصود خوجة الرجل الخلوق الذي اهتم بالأدب والأُدباء أسوة بنا وبمثلنا من أصحاب المنتديات الأدبية بالمملكة التي كرمت الكثير من الشخصيات الكبيرة في الوطن وخارجه وهو من الذين جبلوا على التكريم فكرمهم وقام بطباعة مؤلفاتهم وهذا من العلم الذي ينتفع به المومن في آخرته كما حدث به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. وهو رجل ترك من الذكر أعطره. تذكرته وأنا في ريعان الصبا حين أقمت له بمنزلنا بالعزيزية حفلًا كرمته فيه على عهد سيدي الوالد رحمه الله تقديرًا له لتكريمه الأدب والشعر عامة ولقد كان حفلًا دعوتُ وجمعتُ له فيه بعض الوزراء ومعظم أدباء الوطن وكبار الشخصيات من فضلاء القوم وشعرائها وأدبائها في المملكة وعلى رأسهم الأديب الشاعر معالي الشيخ حسين عرب ومعالي الشاعر عبد الله بلخير رحمه الله والأستاذ عثمان الصالح والأستاذ علي أبو العلا والأستاذ حامد مطاوع والسيد أمين عطاس والأستاذ حمد القاضي والمهندس يحيى كوشك والمهندس شرف العبدلي وكثيرٌ من الذين نسيت أسماءهم بعد هذا العمر الطويل. وقد أنبتُ معالي الشيخ الأديب الشاعر حسين عرب رحمه الله في ذلك الحفل بإلقاء كلمة الترحيب به نيابة عن والدي وعني في ذاك التكريم الذي كان عرسًا أدبيًّا قبل أربعين عامًا تقريبًا عندما كان للأدب والشعر ذلك الوهج والصيت الكبير.
رحم الله الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجة وأسكنه ووالدي والمسلمين الفردوس الأعلى من الجنة وأصبر قلوب أهله وأبنائه ومحبيه على فراقه وعظم لهم الأجر. وإنه فقد عظيم ولكن الموت هو طريقنا للحياة الأخرى رحمه الله وغسله بالماء والثلج والبرد ونقاه من الخطايا كما يُنقى الثواب الأبيض من الدنس اللهم ثبتنا وثبته واغفر له واجزل له العطاء. فأنت الكريم وحدك وأنت العفو الرحيم . (إنا لله وانا اليه راجعون).
- الشاعر جاسم الصحيح
أرفع أحر آيات العزاء إلى الوطن والأسرة الثقافية في رحيل رائد كبير من رواد الثقافة الوطنية الشيخ عبد المقصود خوجة تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه، والعزاء موصول لأسرته الكريمة.
يمثِّل الأديب عبد المقصود خوجه أنموذجًا رائعًا لرجال الأعمال العرب الذين وظّفوا ثرواتهم في خدمة الأدب والعلم والثقافة، إيمانًا منهم بأهمية هذه العناصر في بناء الأوطان والأمم.
لذلك، يأتي هذا الفقد كبيرًا في خسارته بمقدار العطاء الكبير الذي كان يجود به هذا الرمز الوطني للحركة الثقافية. ولعلَّ أهم ما تميّز به الشيخ عبد المقصود هو تكريم الأدباء والعلماء في منتدى الاثنينية الذي أسَّسه منذ أربعين عامًا للاحتفاء برموز الشعر والأدب والفكر من السعودية والعالم العربي والإسلامي، كما تذكر ذلك الويكيبيديا، وقد نالني شخصيًّا من سعادته شرفُ هذا التكريم.
قبل عدة سنوات، شرَّفنا الشيخ عبد المقصود مع وفد من المثقفين، قادمين من الحجاز إلى المنطقة الشرقية، وتنقلوا بين القطيف والأحساء. وقد كان لي شرف استقباله مع وفده الكريم بقصيدة متواضعة، بدأتها بهذه الأبيات:
سَكَنْتُمْ جوارَ الله في الهالةِ العُظمى
فأيُّ سماءٍ من (حجازِكُمُ) أسمى
وجئتمْ إلى (هَجْرٍ) بريدَ رسائلٍ
من الغيبِ، حُبلى بالمودَّةِ والرحمى
ويا أيها (المقصودُ) اِسْمًا وشيمةً
فما صاهَرَتْهُ شيمةٌ تخذلُ الاِسما
رأيتُ (حروف العطف) تختال حينما
عطفتُ عليك الشعر والفكر والعلما
- الإعلامية نازك الإمام – المذيعة في إذاعة جدة سابقَا
رحل عن عالمنا أستاذنا القدير الأديب الشيخ عبد المقصود خوجة الذى سخّر ماله ووقته في مجال خدمة الثقافة والأدب في أشهر الصوالين الثقافية في السعودية والوطن العربي على مدى أربعة قرون ( الاثنينية) والتي أسهمت بتكريم رموز من العلماء والمثقفين والأدباء والشعراء من داخل المملكة وخارجها.
لقد شكّل رحمه الله علامة فارقة في مشهدنا الثقافي، ويكفي هذا الحب والتقدير الذي حظي به رحمه الله في حياته وبعد موته، ويعد رحمه الله نموذجًا للمواطن البار لوطنه الذي لم يبخل بماله في دعم واحد من أهم المجالات وهو مجال الثقافة فكان نعم المواطن الذي نفخر ونفاخر بما قدم طيلة عقود أربعة.
لقد تشرفت بأن أقدم وأدير الحوارات في القسم النسائي بالاثنينية وأيضًا تقديم وإدارة الحوارات للشخصيات النسائية المكرمة رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. تعازينا لجميع أفراد أسرته الكريمة ومحبيه (إنا لله وإنا إليه راجعون).
- د. عدنان مهنا - الكاتب المعروف
لله المصاب بفقدانك
حبيبنا وأستاذنا الأديب عبدالمقصود خوجة
ما أوجعه
و نسأل الله أن يجعلك على ضفاف نهر الكوثر مبتسماً في أرقى مراتب الجنان،
** اللهم نور مرقده
وعطر مشهده وطيّب مضجعه وآنس وحشته ونفس كربته
**اللهم اغفر له..
وأنزل على قبره الضياء والنور، والفسحة والسرور.
** أحبتنا أبناءه
والأفاضل آله وأنسابه وأصدقاءه
مهما كان المصاب!! فإن غياب «الصديق» رزء جسيم وابتلاء عظيم..وغمة وأسى وجزع يطبق على مخنق المشاعر!
بيد أن النعي فاجعة شاءت «مشيئة الله» أن يتقبلها المؤمنون بقلوب خاشعة وعقول يانعة مهما حُم الفراق.. ومهما كنا مولهين باكين نتصدع زفرات ونتقطع حسرات.!
- الشاعر علي الشريف :
رحم الله شيخ الأدباء ( صاحب الاثنينية الشهيرة) الشيخ عبد المقصود خوجة، كان ثريًّا بأدبه الرفيع وسمو ذاته وتقديره للعلم والأدب والثقافة من خلال الناس قبل ثراء المال وسخر المال لهذه القيم.
الاثنينية تاريخ للأدب والأدباء في بلادنا ومرحلة خصبة ثرية لا يمكن الاستغناء عنها.