سلمان بن محمد العُمري
نحن على أبواب عام دراسي جديد، ونلحظ في كل عام أن حركة السير وازدحام الشوارع يزداد عامًا بعد عام، وهذه الملحوظة تظهر جلياً عند عودة المدارس، وعودة الناس من الإجازات، علاوة إلى أن الرياض يقصدها الباحثون عن العمل في القطاعين الحكومي والأهلي مع النمو السكاني المتزايد والملحوظ في زيادة عدد الطلاب والطالبات كل عام.
ومنذ أشهر عدة رأينا حافلات جميلة وفي غاية النظافة الخارجية مع شكلها الداخلي الأنيق، وإن كنت لم أركبها حتى الآن، إلى جانب محطات متعددة لهذه الحافلات، ولكن للأسف السمة الظاهرة على جميع الحافلات التي رأيناها بمدينة الرياض خلوها من الركاب وبين كل ثلاث أو أربع حافلات تكاد أن ترى راكبًا أو راكبين فقط، وكم كانت الأماني بأن نرى مثل هذه الحافلات منذ مدة لتسهم في القضاء على ازدحام الشوارع وتيسير حركة المرور، ولكن للأسف لم تحرك الحافلات ساكناً في هذا الأمر، ولعل من أبرز الأسباب لذلك أن الجهة القائمة على النقل والمواصلات لم تقم للأسف بحملات إعلامية وإعلانية، وتوعوية وإرشادية للمواطن والمقيم على حد سواء، وحتى طلاب وطالبات الجامعات لم يتم تبيان حركة مرور الحافلات ومواقفها لهم على الرغم من مرورها بالجامعات والكليات بلا استثناء، ورغم السماح بقيادة المرأة للسيارة منذ أكثر من ثلاثة أعوام فلا زلنا نرى حافلات صغيرة وكثير منها غير مرخصة تقوم بنقل الطلاب والطالبات من وإلى المدارس والجامعات، ولا زلنا نرى عمالة بسيطة ومحدودة الدخل تشتري "خردة" السيارات وتجوب الشوارع وتتسبب بأعطالها المتكررة بالحوادث وتعطيل حركة السير، ناهيك عن عوادم السيارات التي تنثرها في الطرقات، وهؤلاء وغيرهم من الأولى ركوبهم واستخدامهم لمثل هذه الحافلات.
ما زلت أتذكر حافلات "خط البلدة" وكيف كان الركاب فيها جلوساً ووقوفًا مزدحمين وهم يتنقلون بهذه الحافلات القديمة من شرق الرياض لغربها، ومن شمالها وجنوبها، وحين اختفت كنت أتوقع أن يعاود الركاب استخدام هذه الحافلات الجديدة والمكيفة، ولكن للأسف غاب الركاب مع غياب الحافلات القديمة، على الرغم من الحاجة الماسة لهذه الحافلات في هذا الوقت أكثر من ما مضى وتوفر الراحة والانتظام في المواعيد بالحافلات الجديدة بما لا يتوافر مع الخطوط القديمة.
إن على القائمين على هيئة النقل والمواصلات دراسة أسباب هذا العزوف رغم الحاجة الماســـة للنقل العام والمهم، والتعرف على مسببـات ذلك، وأول العلاج التوعية والتعريف للجميع بمختلف اللغات وتقديم الحوافز في بداية التشغيل وإصدار البطاقات الشهــرية والسنوية، وتقديم بطاقـات التخفيض للمتقاعدين، والتعريف بمسار الخطوط وشموليتها لمعظم الأحياء، ومعرفة أوقات الذروة في بعض الأحياء التي يحتاج إليها الناس كأوقات العمل، وأوقات الجامعات، وأوقات المباريات والمواسم والمهرجانات وغير ذلك حتى يتحقق الغرض، والاستفادة القصوى من هذه الخطوط وليخف الزحام المزعج في شوارع الرياض.