العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لا أدري ما هي أسباب الهستريا التي هيمنت على قادة حماس مشعل وأزلامه الآخرين... هذه الشلة التي أفسدت على الفلسطينيين حياتهم، ومعيشتهم، وكانت جزءاً كبيراً من نكبتهم.. وهذه الحركة وأزلامها لم تكف عن المتاجرة بالقضية والمزايدة على دول المنطقة والتي تقف في صف مناوئ لصف الدول الراعية، والداعمة، والمتزعمة للإرهاب، في ظل ارتباط الحركة بأجندات (محور الهدم) في المنطقة، واشتراك حماس في الولاء المزدوج لإيران ولحركة الإخوان المارقين، والذي جعل من سلوكها وخطابها العدائي ضد دول الخليج العربي أكثر شراسة خاصة ضد المملكة التي دعمت فلسطين وما زالت طوال السنين التي مضت دون منّة.
هذا العداء الذي تبنته حماس من تخوين وتشدق بألفاظ سوقية لمشعل وغيره، واتهامه للمملكة بحجز المساجين الذين يدافعون عن القضية، والذين حاولوا إغراق المملكة بالمخدرات، والعمالة لدول الإرهاب ومن يدور في فلكهم وهو يطالب بإطلاقهم دون محاسبة لا لشيء إلا لأنهم أتباع وأعضاء حماس الذين تم تجهيزهم للخراب والإفساد، وكل ذلك مزود بتوجيهات فارسية وأخرى إخوانية بمباركة ورعاية ومساندة (حزب الشيطان في لبنان) والمرجعيات الفارسية والإخوانية ومن يساندهم والذين يكرهون دول الخليج التي أفشلت مشروع الإسلام السياسي، التخريبي، كما تقف بالمرصاد للمد الفارسي في المنطقة العربية..
لكل ما سبق فإن استمرار التمادي في التطاول على حكومات الخليج بأصوات محسوبة على الساحة الفلسطينية، يستدعي الفلسطينيين العقلاء مراجعة هذا النوع من التكالب، ونكران الجميل المنسق بشكل منهجي أحياناً، ففي النهاية على الفلسطينيين ملاحظة أنهم يقعون في فخ إدمان إلقاء اللوم على غيرهم تجاه إشكاليات، وتعقيدات قضيتهم وانسداد أفقها بفضل حماس، والجهاد وأزلامهم متناسين ما يقوم به بعض سفهاء المتاجرة من إسفافات وتصرفات حمقاء تجاه دول الخليج التي يتوجهون نحوها في معظم الأحيان بسهام طائشة لا يمكن التغاضي عن دوافع من يطلقها، وخاصة أن بعض الانتقادات تكاد تقول إن دول الخليج هي التي فتحت أرض فلسطين للإسرائيليين، لذلك يجب أن يتوقف هذا النوع من الانفعالات المعجونة بمزيد من الحقد، والجهل، والتخلي عن المسؤولية الذاتية تجاه الماضي والمستقبل، وعلى مشعل وأزلامه الذين يتربحون من القضية وعلى حساب الشعب المكلوم أن يدركوا أن ما يقومون به من تهريج وهستيريا لن تقود شعب فلسطين إلا إلى الخراب والدمار المستمر، ولا أدري لماذا هذه الشليلة المريضة تقابل البذل الخليجي والسعودي خاصة على مدى العقود الماضية بنكران الجميل؟ وعلى وجه الخصوص لماذا يتجاهل الفلسطينيون فجأة التاريخ الطويل للتضحيات التي قدمتها مصر والمساعدات التي قدمتها دول الخليج مجتمعة؟ وكذلك الأردن رغم شح إمكانياته وصولاً إلى احتضان الفلسطينيون ومنحهم جنسيته.
لقد انكشف غطاء المتطرفين المتاجرين بالقضية الفلسطينية وخاصة حركة حماس الإخوانية التي تحاول الجمع بين الولاء لإيران، والولاء لتنظيم الإخوان، وحركات التطرف التي تجتمع تحت لافتة الإسلام السياسي، وهؤلاء جلبوا الكوارث للشعب الفلسطيني وقضيته، وتحولوا إلى عوائق كبرى تمنع التوصل لحل عملي لمحنة هذا الشعب المكلوم، وعندما يتوهم المتاجرون بالمظلومية الفلسطينية أنهم استطاعوا خداع الآخرين واستغلال العاطفة الشعبية تجاه موضوع فلسطين فإنهم ينكشفون بسهولة.. فقد ثبت بما لايدع مجالاً للشك فشل حماس في التحول إلى قوة سياسية بعيدة عن منطق الإخوان العبثيين الذين لا يريدون أن يتحقق أي حل مشرف للقضية، وهم بذلك يخدمون السياسة الإسرائيلية عندما يجعلون من أنفسهم أبواقاً لاستعداء الجميع من أجل الاستمرار في الاستئثار بحكم قطاع غزة على حساب إيجاد حل شامل..
ومن يتابع الخطاب الإعلامي الذي تتبناه حماس المتطرفة في وسائل إعلامها، يلاحظ وبوضوح مدى التطابق والتشابه بين خطاب حماس وخطاب الإعلام الإيراني الذي أصبح لديه خبرة كبيرة في المتاجرة بالقضية الفلسطينية.. وعلى كل العقلاء الفلسطينيين الذين هم ركيزة الشعب والقضية أن ينتبهوا لما تقوم به حماس من فصل الارتباط بين دول الخليج وأبناء الشعب الفلسطيني الأحرار، ويتذكرون ما قامت به حماس من مجازر بحقهم وسحل في الشوارع، وانفصالها عن تعهداتها في مؤتمر مكة وما بعده، وارتمائها في الحضن الإيراني، والإخواني، ويتناسون من يساندهم، ويدعمهم ويرسل الأموال تلو الأموال والدعم الإنشائي ودعم الأونروا (UNRWA) هم شعوب الخليج وفي مقدمة مقدمي الدعم المملكة العربية السعودية التي يتهمها مشعل وأزلامه بالتقصير وهو خاضع للرقابة الإيرانية والإخوانية وعبد من عبيدهم ينحني ويقبل أيادي أسياده هنا وهناك فواعجبي؟!.