الوكالات - بغداد:
تصاعد التوتر في العاصمة العراقية بغداد على إثر إعلان مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، حيث شهد محيط المنطقة الخضراء -وسط بغداد- اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها قاذفات «آر بي جي»، فيما أوردت مصادر سقوط صواريخ قرب القصر الحكومي بالمنطقة، في حين قتل 15 متظاهراً وأصيب أكثر من 350 آخرين، فيما أفاد رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من البرلمان العراقي حسن العذاري إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن عن إضرابه عن الطعام حتى توقف العنف واستخدام الأسلحة. وأعلن مصدر أمني سقوط خمس قذائف هاون على الأقل قرب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، وقال المصدر: إن السفارة الأمريكية فعّلت صافرات الإنذار داخل المبنى نتيجة سقوط القذائف بالقرب من محيطها.
وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت عن حظر تجول شامل في عموم العراق، بدءا من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، بعد أن كان مقتصراً في وقت سابق على بغداد فقط. وأتى هذا القرار فيما استمر توافد أنصار الصدر الحانقين إلى العاصمة، وسط وقوع اشتباكات مع مسلحين من الحشد. وكان الصدر أعلن في وقت سابق أمس بتغريدة على حسابه في تويتر اعتزال العمل السياسي، وغلق المكاتب التابعة لتياره، بعد أشهر من الانسداد في المشهد السياسي بالعراق، وتعثر في انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، إثر تعنت خصوم الصدر من الإطار التنسيقي الموالي لإيران.
من جانبه حذَّر الرئيس العراقي برهم صالح من انزلاق الأوضاع في البلاد نحو متاهات مجهولة، داعياً الجميع إلى التحلي بالتهدئة. وقال في بيان له أمس : «إن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً مع الالتزام بالقوانين وحفظ الأمن العام، لكن تعطيل مؤسسات الدولة أمر خطير يضع البلد ومصالح المواطنين أمام مخاطر جسيمة «.
من جهته وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني أو عسكري أو مسلح «منعا باتا». وقال الكاظمي في بيان نشره مكتبه الإعلامي «قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين وأي مخالفة للتعليمات ستكون أمام المساءلة القانونية»، داعياً جميع العراقيين إلى الالتزام بقرار حظر التجول. كما أشار رئيس الوزراء العراقي إلى فتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد ومصادر إطلاق النار وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون.
إلى ذلك ثمن الكاظمي في تغريدة نشرها عبر حسابه في «تويتر»، دعوة مقتدى الصدر وجميع القوى السياسية في العراق إلى إيقاف العنف، كما دعا الجميع إلى تحمل المسؤولية الوطنية لحفظ الدم العراقي.