نحن أمام جيل جديد لديه حساسية جديدة ورؤية جديدة تنطلق من معطيات وقناعات والأدباء دائما في أي جيل يجدون أنفسهم أمام أبواب من الإبداع فقط عليهم طرقها. ودور الإعلام الجديد والذي يعول عليه الكثير في توهج القصة يشهد ضعفا واضحا ، ف ( الحاجات والمصالح والأهواء) ثلاثية تشكل سعي الإعلام فهو من سيعزز مكانتها في المشهد الثقافي حتى تشكل مع بقية الأجناس الأدبية رونقا جميلا يتماشى ويتماهى مع ذوقيات هذا العصر.
فالقصة مهما تفاوت توهجها لن تخبو، كونها مرتبطة بالإنسان وحركاته وسكناته أمام مواقف الحياة التي تعتريه وتحولاته الاجتماعية والحضارية. والحاصل اليوم التنوع السريع الذي اعتادته الأذهان قد يفرض طرحا مختلفا قليلا في قالب القصة ولكن الجوهر ذاته ، ولعل لكتاب القصة سبب كبير في عدم توهجها فاكتفوا بالكتابة وبقائها في الأدراج، كذلك هناك دور للمسؤلين في إثراء الحراك الثقافي فلا نجد أمسيات قصصية ولا لقاءات في مؤسسات أدبية عامة فاكتفى القاص بمجموعته وقصر النشر عليهم ، وتناسى هذا القاص أنه في كتابته هو في حالة عطاء كمن يقتني عصفورا في قفص إن أطلقه زانت السماء وسعدت الأبصار والآذان وإن سجنه فهو من حكم عليه بالفناء.
وعندما نقارن بين كثرة الروايات وقلة القصص القصيرة فلربما الرواية يراها البعض مجال أرحب وأوسع قد نرجح هذا السبب في غلبتها على رفوف المكتبات ، بينما القصة ذات الحبكة الأدبية الرصينة لاتحتاج إلى تجميل وتلميع هي بحد ذاتها تفرض تواجدها وإن تشكلت وتجددت، انظر الى الرسالة التي كانت تكتب على ورق البردى كيف تطورت اليوم وجوهرها محفوظ . أنا مع كون القصة في حال نضج وتنوع وازدهار لا إلى أفول واندثار.
** **
- مها النصار