الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
كشف سعادة رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية "أواصر" الدكتور/ توفيق بن عبد العزيز السويلم، عن عدد من البرامج والخطط الاستراتيجية والتشغيلية لمجلس الجمعية الجديد في دورته السادسة، ومنها: إيجاد شراكات مع جامعات سعودية في مجال البحوث الاجتماعية، ومع مؤسسات وشركات لزيادة دخل الجمعية، وشراكات مع جمعيات أخرى لتحقيق رسالة الجمعية، إضافة إلى عدد من الأنشطة الأخرى.
وقال الدكتور توفيق السويلم رئيس جمعية "أواصر" وهو الخبير المتمرس في العمل الخيري عموماً، وفي الجمعية خصوصاً حيث تسنم رئاستها ثلاث دورات من دوراتها الست، قال في حديثه لـ "الجزيرة" إن المواقف الإنسانية هي السمة الغالبة في أعمال الجمعية حيث التعامل مع أسر متعثرة ومنتشرة في دول كثيرة، وقد بلغ أعداد الأسر المشمولين برعاية الجمعية حالياً "283"، ويبلغ عدد أفرادها "571" موزعين على "23" دولة، معظمهم في قارتي آسيا وإفريقيا.
كما تناول الحوار عدداً من الموضوعات المتعلقة بأعمال الجمعية ومسيرتها، وفيما يلي نص الحوار:
* أنتم دكتور توفيق السويلم ممن لهم باع طويل في خدمة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر)؛ فكيف تنظرون إلى مسيرتها؟
- أشكرك جزيلاً على هذا اللقاء، وأحب أن أؤكد لكم أن جمعية (أواصر) هي يد من الأيادي البيضاء التي يحظى بها هذا البلد الكريم من قيادة سخرت نفسها لتقديم كل الدعم للوطن والمواطن، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهد الأمين كل الجزاء على ما يبذلانه من جهود في عمل الخير، وأن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.
وبالفعل فقد تشرفت بخدمة جمعية (أواصر) في (3) دورات من دوراتها الـ (6) رئيساً لمجلس إدارتها، وعضواً في جمعياتها العمومية، والجمعية تشهد عاماً بعد عام تطوراً نوعياً في خدمة الأسر السعودية المتعثرة في الخارج، وأتطلع أنا وزملائي أعضاء مجلس الإدارة الجديد في دورته السادسة التي بدأت في نهاية شهر شوال 1443هـ، والأمانة العامة، إلى تقديم المزيد من الجهد في إدارة خطط وأهداف الجمعية، والنهوض بأعمالها.
* بما أنكم تتحدثون عن الأسر السعودية المتعثرة في الخارج ، فهل بالإمكان تزويدنا بأعداد تلك الأسر وأعداد الأفراد التي تقوم الجمعية بتقديم الرعاية المختلفة لها؟
- قبل الجواب عن هذا السؤال، أحب أن أنوه إلى أنه منذ إنشاء الجمعية عام 1425هـ، فإن المئات والآلاف من الأسر والأفراد الذين تم تقديم سبل الرعاية المادية والمعنوية لهم - حسب أنظمة الجمعية، وتم تحسين وضع غالبيتهم وحل مشكلاتهم، ولم يتبقَ سوى القليل مازالوا تحت رعاية الجمعية، بالإضافة إلى ما يرد من السفارات السعودية في الخارج من حالات جديدة. فأعداد الأسر والأفراد ليست ثابتة على الدوام، فالأرقام تتغير بالزيادة والنقصان كل فترة، وجواباً عن سؤالك فقد قامت جمعية (أواصر) بتقديم كافة سبل الرعاية المادية والإدارية والاجتماعية والخدماتية لأكثر من (2500) أسرة، يبلغ عدد أفرادها أكثر من (8500) فرداً، موزعين على (37) دولة حول العالم منذ إنشائها.
أما أعداد الأسر والأفراد المشمولين برعاية الجمعية حالياً فهو (283) أسرة، ويبلغ عدد أفرادها (571) فرداً، موزعين على (23) دولة، معظمهم في قارتي آسيا وإفريقيا.
* هل يوجد فروع لجمعية (أواصر) داخل المملكة؟ أو خارجها؟
- في الحقيقة لا يوجد فروع لجمعية (أواصر) داخل المملكة لأن المستهدفين في تقديم الرعاية لهم يتواجدون خارج المملكة، كما أنه لايوجد فروع للجمعية خارج المملكة لاعتبارات سيادية، ولكن جمعية (أواصر) لديها سجل حافل من التعاون والتنسيق مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في تلك الدول ولله الحمد.
* لماذا لا تقوم جمعية (أواصر) بدراسة ظاهرة الزواج العشوائي من الخارج، وذلك لإيجاد الحلول الفاعلة للحد من تفاقم المشكلات؟
- لدى الجمعية العديد من البحوث والدراسات والمقالات عن آثار الزواج العشوائي من الخارج، وتم وضعها على موقع الجمعية على الإنترنت، وبإمكان الجميع الاطلاع عليها، وقد تم مؤخراً تشكيل لجنة علمية من أعضاء مجلس الإدارة والمهتمين تعنى بزيادة البحوث والدراسات المتعلقة بالزواج العشوائي، وآثاره الاجتماعية والنفسية والمادية والأمنية، كما نتطلع في المستقبل إلى إيجاد شراكات وتعاون واتفاقيات إطارية مع الجامعات السعودية ومراكز البحث العلمي، بحيث تتضمن تكليف طلاب الدراسات العليا بتسليط الضوء على قضية الزواج العشوائي من الخارج، والآثار المترتبة عليه.
* وما أبرز المعوقات والتحديات التي تواجهكم للوصول إلى الأسر السعودية في الخارج؟
- طبيعة عمل جمعية (أواصر) يختلف عن الجمعيات الأخرى، فالمستهدفون بالدعم هم خارج المملكة، وأدى ذلك إلى وجود بعض التحديات المكانية والجغرافية، ولكن في ظل التعاون المستمر والبناء مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في تلك الدول، فإن غالبية التحديات يتم تجاوزها ولله الحمد، ومع ذلك فإن هناك بعض التحديات البسيطة الأخرى التي تواجه الجمعية، لعل من أبرزها وجود أسر سعودية متعثرة في مناطق نائية في بعض الدول، ويصعب الوصول إليها بسهولة، أو التواصل معها نتيجة لبعد المسافة عن السفارات، كما أن هناك تحدياً آخر يعنى بوجود أسر سعودية في عدد من الدول لاتعلم أن هناك جمعية خيرية أنشئت من أجل تقديم الخدمات والرعاية لها والوقوف إلى جانبها، ومن التحديات كذلك عدم استطاعت الأسر المتعثرة التكيف عند عودتها إلى المملكة، مما يضطر بعض هذه الأسر إلى العودة مرة أخرى إلى دولة الأم.
* توفير الرعاية الاجتماعية للأسر السعودية في الخارج يحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية، فماذا عملتم تجاه ذلك؟ ولماذا لا يكون للجمعية وقف يدر ريعه على أعمال وبرامج الجمعية؟
- بشكل عام الإمكانات المادية متوافرة ولله الحمد، في ظل الدعم الكبير من قبل القيادة الرشيدة، كما أن الدعم من المؤسسات والجمعيات وأهل الخير مازال قائماً ولله الحمد، أما الإمكانات البشرية فإن أمانة الجمعية ومنسوبيها يقومون بأعمال كبيرة في خدمة الأسر، ويبذلون الكثير من الوقت والجهد من أجل ذلك.
كما أنه يوجد وقف للجمعية عبارة عن قطعة أرض، وتم الشروع في بنائها مؤخراً ليكون مبنى مكوناً من (3) أدوار، ومن المتوقع بعد الانتهاء منه أن يساهم في زيادة الدعم للجمعية بإذن الله.
* هل تعتقدون أن الزواج من الخارج أحد الأسباب الرئيسية لحدوث المشكلات خاصة بعد انفصال الزوجين؟ وكيف يمكن معالجة ذلك؟
- الجمعية تعلم أن الزواج من الخارج ليس فاشلاً في المجمل، خاصة الزواجات من دول الجوار حيث العادات والتقاليد متشابهة، أو تلك الزواجات التي تتم من عوائل مشتركة تتواجد في أكثر من دولة.
لكن ما يهم الجمعية هي الزواجات العشوائية التي تأتي دون تفكير عميق بعواقبها الاجتماعية والأسرية، مثل الزواجات التي تأتي دون موافقة رسمية من الجهات المعنية في الدولة، خاصة عند حدوث طلاق أو وفاة لأسرة لديها أطفال، كما تفضلت، أو تلك الزواجات التي تأتي في ظل وجود فوارق عمرية كبيرة بين الطرفين، أو اختلاف العادات والسلوك والتقاليد، أو في ظل أوضاع صحية صعبة لأحد الطرفين، فمثل هذه الزواجات عادة ما تتعرض لمشاكل أسرية متعددة مما تؤدي إلى فشل ينتقل أثره على الأبناء والبنات، ويمكن معالجة آثار هذه المشكلات الأسرية من خلال توعية المجتمع من مخاطر هذه الظاهرة، ومتابعة التشريعات والسياسات التي تنظم عملية الزواج من الخارج.
* وما أبرز المواقف الإنسانية التي مررتم بها كرئيس للجمعية؟
- الحقيقة أن المواقف الإنسانية في أعمال الجمعية هي السمة الغالبة إن لم تكن كل أعمالها، لأن الجمعية تتعامل مع أسر متعثرة ومنتشرة في دول كثيرة، ثم نقوم بتقديم جميع سبل الرعاية لها.
* وما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
-كما تعرف أنه تم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة الجديد في دورته السادسة (2022 - 2026) مؤخراً من عدد (9) أعضاء، ونحن في بداية هذه الدورة، وهناك العديد من الخطط والبرامج التي سيتم طرحها ونقاشها بإذن الله.
وبشكل عام فإن مجلس إدارة الجمعية سيعمل على العديد من البرامج والخطط الاستراتيجية والتشغيلية خلال دورته الحالية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: وضع خطة استراتيجية وتشغيلية للجمعية، وإيجاد شراكات مع جامعات سعودية في مجال البحوث الاجتماعية،
وإيجاد شراكات مع مؤسسات وشركات يمكن أن تزيد من دخل الجمعية، وزيادة أعضاء الجمعية العمومية، وإعادة تقييم قاعدة الداعمين الحاليين للجمعية وزيادتها خلال الفترة القادمة، مع زيادة أعداد الأسر والأفراد المشمولين برعاية الجمعية، وإيجاد شراكات مع الجمعيات الأخرى لتحقيق رسالة الجمعية، وتعزيز وتقوية الشراكة مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج،
وبناء قاعدة مع عدد من شخصيات المجتمع للمساهمة في توصيل رسالة الجمعية، وإعادة تقييم وقف الجمعية من أجل زيادة الدعم، وهناك المزيد من المشاريع والخطط في الجمعية التي نأمل أن نوفق في تحقيقها، وأن ترى النور قريباً.