د.عبدالعزيز الجار الله
كنت قد نشرت في المقالات السابقة المساجد التاريخية المرحلة الثانية في: المدينة المنورة، ومكة المكرمة، والرياض، واليوم عن منطقة عسير، لكن هذا العرض يحتاج إلى إضافة تأصيل المساجد ووضعها في السجل التاريخي من العمارة الإسلامية، والتراث الوطني السعودي لمعرفة التقارب المعماري مع طراز العمارة الإسلامية، والعمارة المحلية في العهد السعودي، وهذا ما سوف أذكره -بإذن الله - في المقال القادم.
نشرت وكالة الأنباء، وجريدة الجزيرة الجمعة والسبت 6-7 من سبتمبر الجاري 2022م تتمة التقارير عن المساجد التاريخية في منطقة عسير، عدد مساجدها (3) مساجد المرحلة الثانية، وهي على النحو التالي:
تسهم المرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في الحفاظ على الخصائص التاريخية لمساجد منطقة عسير:
- مسجد الحوزة:
يعد مسجد الحوزة أحد أبرز المساجد التاريخية التي يستهدف المشروع إعادة تأهيله، لما له من ارتباط بالتاريخ الإسلامي، حيث يُروى أن أول بناء له كان على يد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه عندما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل اليمن للدخول في الإسلام.
يقع مسجد الحوزة التاريخي وسط حي الحوزة التراثي بمحافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير، فيما خضع المسجد للتوسعة عام 1213هـ عن طريق أهالي القرية، قبل أن تتم توسعته مجدداً في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله -، وهو أحد المساجد القديمة التي تقام فيها الصلاة منذ بنائها حتى اليوم، وتبلغ مساحته قبل وبعد الترميم 293 م²، فيما سترتفع طاقته الاستيعابية بعد التطوير من 100 مصلٍ إلى 148 مصلياً.
- مسجد المسقي:
يقع شرقي قرية المسقي الواقعة جنوب شرق مدينة أبها بنحو 32 كم يستهدف التطوير مسجد المسقي القديم الذي بُني في أول قرن هجري، بين عامي 73-75هـ، وكان تاريخ بنائه موثقاً في لوح معلق عليه، قبل أن يُفقد في أعمال إعادة بناء المسجد في عام 1395هـ.
وفي عام 1397هـ، كان بناء المسجد قد أعيد تماماً، وهو البناء الموجود حالياً، وستبلغ مساحته بعد الترميم 405.72 م²، فيما ستصل طاقته الاستيعابية 156 مصلياً.
- مسجد الحصن:
لمساجد عسير الواقعة على طريق الحج نصيب من المشروع، حيث يمتد التطوير لمسجد الحصن الأسفل، وهو أحد المساجد التي يقصدها سكان القرى المجاورة، والعابرين إلى مكة المكرمة؛ لوجوده على الطريق القديم، وكان أول بناء له عام 1173هـ. وتميز مسجد الحصن الأسفل خلال القرون الماضية باحتوائه غرفة يطلق عليها «المنزالة»، كانت تستخدم لاستضافة عابري السبيل، توقفت فيه صلاة الجمعة منذ ما يقارب 35 عاماً، ولا زالت الصلوات الخمس تُقام فيه حتى اليوم، وستقف مساحة المسجد قبل وبعد الترميم عند 134.18 م²، وكذلك طاقته الاستيعابية التي تتسع لـ32 مصلياً.