عثمان أبوبكر مالي
يسجل الرياضي السعودي ارتفاعاً كبيراً في ذائقته الرياضية، في كثير من أوجه الرياضة وألعابها وبشكل كبير وخاصة في كرة القدم؛ اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ويظهر ذلك من خلال الاهتمام الكبير باللعبة وبكل تفاصيلها، والحضور الكبير الذي تشهده مبارياتها على كل المستويات والدرجات وعلى مستوى الحضور الجماهيري، في المدرجات وميادين (المشاهدة) الأخرى، مثل متابعة النقل المباشر عبر القنوات الفضائية المفتوحة والمشفرة، أو عبر وسائل النقل الأخرى ومنها (وسائل التواصل الاجتماعي) وحتى عبر الحسابات الخاصة (الروابط) المخصصة لنقل المباريات وملحقات النقل الأخرى الهامة والمباشرة قبل وبعد المباراة، وأقصد اللقاءات الإعلامية (المؤتمرات) أو الاستديو التحليلي للمباراة وحتى البرامج الرياضية لاحقاً، والأهم من كل ذلك (التعليق الرياضي).
التعليق الرياضي يعد من أهم (جماليات) كرة القدم المطلوبة والمهمة جداً وفي كل الألعاب، وهو أكثر أهمية في كرة القدم لأمور كثيرة تتعلق بها، ومن أهمها وجود عدد كبير من اللاعبين في المباراة، وعلى دكة البدلاء، وقائمة الفريق والتبديلات التي تجرى وقت المباراة والمسموحة بها، خاصة بعد أن أصبحت التغييرات خمسة مسموح بها في كل المباراة، إضافة إلى تفاصيل المباراة واللعبة الأخرى، ومعلومات كل فريق أو الجولة وأيضاً طاقم التحكيم وغيرها، والدليل على هذه الأهمية الاهتمام الذي تبديه جماهير كل فريق بمعلق المباراة واسمه، واختيارهم للمباريات والناقل حسب الأسماء في حالة وجود أكثر من قناة تقوم بالنقل المباشر، وأحياناً تنقلهم من قناة لأخرى، وأيضاً حرص القنوات الناقلة نفسها على وضع أكثر من معلق في (صوتيتين) على المباراة الواحدة، لجعل الخيار أكثر ومتعدداً للمشاهدين لجذبهم، هذه الخيارات لم تعد موجودة بتعدد في التعليق السعودي خلال السنوات الأخيرة، بسبب قلة عدد المعلقين (المقتدرين والمؤثرين) المرغوبين في الساحة، واقتصار التميز على عدد قليل جداً، وحسب (مسح) أجريته فإن الأسماء المرغوبة حالياً، هي ثلاثة إلى أربعة أسماء فقط، على الرغم من العدد الكبير من المباريات (المنقولة) في اليوم الواحد وفي أوقات متقاربة، وأحياناً في وقت واحد، وكثيراً ما نسمع بعد مباراة هامة وكبيرة وساخنة من يرددون عبارة (أسوأ ما في المباراة المعلق) بعد أن كانت توجد خيارات وأسماء وتنافس بين المعلقين، فما هي أسباب (الانحسار) الحاصل والمتزايد في أسماء المعلقين (البارعين) المقنعين محلياً، بعد أن كانت الساحة السعودية تصدر الأسماء البارزة و(المطلوبة) لكل القنوات والبطولات العربية والإقليمية والدولية؟!
مؤخراً، أصبح أيضاً يقال إن هناك تنافساً بين التعليق الرياضي والتحكيم (المحلي) حول من أيهما (الحلقة الأضعف) في الكرة السعودية (!!) أسأل ماهي أسباب هذا الضعف ولماذا انحسرت أسماء المعلقين الرياضيين البارزين في الرياضة السعودية؟!
كلام مشفر ..
«رعاية كبيرة واهتمام أكبر كان يجده (المعلق السعودي) في سنوات مضت، ساهم بشكل كبير في تطورهم وزيادة أعدادهم وتنوعهم، بل وتخصصهم، فأصبح هناك معلقون متخصصون في الألعاب المختلفة مثل السلة والطائرة واليد وايضاً الألعاب الفردية مثل ألعاب القوى والدراجات والكاراتيه والجودو وغيرها.
«كان الاهتمام والرعاية بالتعليق من (جهاز منظم) أسند إليه قبولهم ومتابعتهم وتوزيعهم وتوزيع المباريات عليهم وصقلهم وتطويرهم ومحاسبتهم أيضاً، كانت (لجنة المعلقين) برئاسة الأستاذ زاهد قدسي (يرحمه الله) ومقررها الأستاذ محمد عبدالرحمن رمضان (شافاه الله) والأستاذ أكرم صالح (يرحمه الله)
«كانت اللجنة (رسمية) وتتبع مباشرة إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكانت لها جميع صلاحيات التعليق الرياضي، رغم أن مقرها الرئيسي في مكتب رعاية الشباب بمكة، ولاحقاً انتقلت مهام ووظائف اللجنة إلى إدارة الإعلام والنشر في الرياض.
«ما أراه حالياً أن التعليق الرياضي أصبح بلا (مرجعية) والقرار يكون بيد (الشركة الناقلة) للمباريات، هي التي تختار وتكلف المعلقين، واقترابهم وإبعادهم وفقاً للقرب والبعد (العلاقات الشخصية) والتوجيهات وفقاً لتوجهات الناقل وبعض مسؤوليه، وفي ذلك تقزيم وانحسار للتعليق.
«تبدو الحاجة ماسة جداً للجنة خاصة بالتعليق والمعلقين الرياضيين، ترتبط مباشرة بـ(الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي ) ولدينا من الأسماء الخبيرة من الجيل الثاني في التعليق الرياضي أسماء بارزة عاصرت الأسماء الخبيرة والمؤسسة للتعليق الرياضي السعودي وقدمت نفسها على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وتعد من الأسماء التي تعودت عليها الأذن السعودية، من أبرزهم الأساتذة علي داوود وحامد إدريس ود. نبيل نقشبندي والزميل محمد البكر وغيرهم، وإدارياً الأستاذ خالد الحسيني.