عبد الله سليمان الطليان
جميعنا يحمل (الغل) وهو الحقد والضغينة والعداوة والشحناء، وهذا مذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}، ينزع هذا الغل عند دخول الجنة فقط بحسب التفسير، أما في الدنيا فإنه باق معنا ومطمور في داخل أنفسنا يخضع للمواقف والأحداث التي تمر بنا، بدرجات مختلفة في الدرجة والأثر، فتارة يثور بشكل كبير وتارة يشتعل بدرجة خفيفة، تنطفئ شعلته وتخمد في وقت قصير وهذا يعود إلى مدى تحكمنا في الموقف أو الحدث بحكمة وروية، فإن كانت النفس التي تحمل الغل متعلمة وذات فكر واع تدرك مدى أهمية الأناة والحلم والصبر فحتماً تصل إلى بر أمان الراحة النفسية، أما إن كانت هذه النفس جاهلة ذات صفاقة وحمق فيمكن أن يفترسها هذا الغل ويعمي بصيرتها، وخصوصاً في العداوة التي يمكن تتطور من اللسان إلى السلاح فعندما ينفجر اللسان ويطلق العبارات جزافاً فإن العاقبة تكون وخيمة تؤدي أحياناً إلى إزهاق نفس.
إن الغل في داخلنا مقره القلب الذي يمتلئ بصفات متعددة لا تقتصر على الغل فقط، فهناك وكما ذكر في بعض آيات القرآن الكريم (القسوة، المرض، الحسرة، النفاق، الخوف، الغيظ، الريبة، الغفلة، الرعب، السكينة) كل هذه الصفات في داخل القلوب، قد يصعب علينا أحياناً اكتشاف بعض منها لأنها تظل مخفية ممكن أن تطول مع البعض وممكن أن تقصر في الأثر، هي صراع نفسي بين الخير والشر تعطي تصويراً كاملاً لشخصية الفرد خلال فترة حياته، غذت هذه الصفات عند من راح يرصد أثرها في إنتاج ثقافي أدبي ضخم سطر مع الزمن عبر القصص التي كانت مادته تلاحق هذا الصراع النفسي إلى يومنا الحاضر الذي لن ينتهي إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى.
همسة: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب).