منذ بدء الخَليقَة والناس في صراع بين مكوني الأرض وما قصّة هابيل وقابيل إلا خير دليل على ذلك، فالحبّ هو القاصم المشترك نعم قصدت كلمة “قاصم” منذ كنّا صغارا، وأظن وما زالت هذه الكلمة مستمرة ما كانت هذه المعاناة وهي مقولة: [الحبّ عذاب] فهو يقصم ظهر العاشقين يعيش المحب في أحلام وردية نصفها تعب، سهر، انتظار، لهفة، شوق، حنين، ولأن العاشق ينتظر من معشوقته نظرة، ابتسامة، موعدا، والملاحظ في حلقتها الأخيرة فراق!
وهنا لعمري يكون العذاب في تتبع المحبوب حينما حَلّ أو ارتحلّ فهيم بكل بسيطة تكون فيها أو وطأت عطر عشيقته يقف على الأطلال، وتتساقط الدموع مع كل دمعة قصيدة، قصّة، مقالة ، مقامة بشتّى أنواع التعبير الشفهي، حتى يصبح من “المجانين” الذين طارت سيرتهم بالركبان هياما وغراما وأساطير، أما في عصرنا الذي يضجّ بما يسمّى مواقع “التقاطع” الاجتماعي الذي ضرره أكبر من نفعه من وجهة نظري وليس هذا مجاله هنا، المهم نبقى في بثّ آهات الشعراء خاصّة في هذه الشبكة التي للأسف أنسجنّا داخلها برضانا شئنا ذلك أم أبينا!
ماذا نجد؟ شعراء جلّ حساباتهم نصوص صوتية أو كتابية والأغلب يجترون ما مضى ونشر في الصحف الورقية، وحينما تعجب صدفة بنصٍ ما وتسأل تندهش أن تلك المحبوبة كأنها ملائكة أو حورية طاهرة أو أنثى مكتملة الجمال، بينما في الحقيقة وقرارة نبض الشاعر مجرّد خيال في خيال وهذا جميل وحسن، لكن عند الشعراء يختلف فتجده كلما مرّ على حرفه الشاعري عاشقة قال لها: كتبتها فيك وتلك يقسم أن كل مشاعره لها وهكذا يشحذ حروفه قوافيه بحوره لمغازلة مقيتة، غير ما كنّا نسمع ونقرأ عنه ونطرب ونتغنّى من مجانين الشعراء العذريين لمعشوقاتهم من أمثال جميل بثينة ومجنون ليلى كثير عزة وهكذا..
والسؤال الآن: هل شاعر اليوم في عصر 2022 يتغنّى بعشيقته؟ للأسف هو لا يكتب لها خالصة بل لها ولغيرها حسب عدد متابعيه من الجنس الناعم ولا حتى لزوجته نهائيا من شِعْر لها بل يراه “البعض” طبعا عبثا وجُرْما بل حتى إن اعترف الشاعر أن أغلب قصائده لزوجته تجد المحب لحرفه يسخر وربما إن عاد وألقى على مسمع من الحضور لا ترى ذاك التصفيق رغم جمالها ومشاعرها وحرارة عشقها!
هذه حقيقة تتبعتها لأغلب الشعراء بتويتر وغيره، ولا يهم إن لامس ما كتبت غضب أو عتب البعض منهم فهذه الزاوية اسمها ملامح وممالح؛ هذا على حدّ حلمي وملامحي.
سطر وفاصلة
تعالي حبيبتي قبليني
اجعلي على كل خدٍ نصفين
أوله شوق والآخر غرام
أريد شَعْرا حريريا يتهادى
يغازل عينيّ
هات عطرك ندّك بخور السلام
تعالي هنا واسردي علي المنى
لأني عاشق حد الصبابة
أتشهّى الهيام
خذي مني الحروف واعطني الوئام
خذي نبض قلبي شراييني واعطني
كل الغرام
** **
- علي الزهراني (السعلي)
al-raig18@hotmail.com