عبده الأسمري
من «ميادين» التجارة إلى «مضامين» الجدارة وما بين «العلاقات الدولية» و»الوقفات العملية» كتب جملاً فعلية كان فيها «الفاعل» المرفوع بالهمة وأبقى «الاعتزاز» خبراً مؤكداً لمبتدأ «الإنجاز» ليكون «المصدر» الصريح في قلب «العرفان» و»المشهد» الواضح في «قالب» الامتنان».
عاش سليم «الصدر» نقي «السريرة» عالي «المقام» سادن «العلا « علي «الشأن» وسط «إمضاءات» طالما توارت خلف «نفس» زكية تجللت بالأمانة وتكللت بالنزاهة متجاهلاً «فلاشات» الإعلام وفياً للوطن مستوفياً للواجب مترافعاً عن «الحقائق» مرافعاً عن «الوقائع» مشفوعاً بثقة «الملوك» مسجوعاً بطموح «الذات».
إنه معالي وزير التجارة والمالية الأسبق الدكتور سليمان بن عبدالعزيز السليم رحمه الله أحد أبرز الوزراء ورجال الدولة وصناع القرار.
بوجه قصيمي بحكم الأصل واحتكام الفصل وعينين لامعتين حين الإنصات دامعتين حيث التأثر وتقاسيم نجديه تحمل تعابير باسمة وتفاصيل صارمة في آن واحد تشبه والده وتتكامل مع أخواله مسكونه بالمودة والألفة وأناقة تعتمر الأزياء الوطنية المتكاملة على «محيا» أنيق عامر بالنبل وغامر بالفضل وكاريزما خليطة بين «الرسمية والبساطة» ووسطية بين الجد واللطف وصوت مسكون بلغة «فصيحة» و»نبرة» حصيفة قوامها «التخصص» ومقامها «الاختصاص» ومفردات تتلألأ منها مقومات «الأدب» وتتجلى فيها مقامات «التهذيب» وعبارات تعتمد على «المهام» وتتعامد على «المهمات» مليئة بالنسب المئوية والأرقام التجارية والمعلومات المالية وحضور «مشرف» وتواجد «مبهج» يستند على «صلاحيات» المنصب ويرتكن إلى «خبرات» التعلم قضى السليم من عمره «عقودا» وهو يؤسس دروباً من «النماء» مفروشة بورود «الانتماء» ومشفوعة بوعود «التنمية» في محافل «الوزارات» وقاعات «الجامعات» ومواطن «التخطيط» و»منابع» التنفيذ أكاديمياً ومسؤولاً وقيادياً ووزيراً ملأ مكانه بمتانة «السمعة» وعطر زمانه بمكانة «السيرة» ليحفر اسمه في «ذاكرة» المجد ويؤصل صيته في «آفاق» النجاح..
في «عنيزة» محافظة «الوزراء» وحاضرة» الفضلاء» والذي يرتبط بها مكانياً ووجدانياً ولد عام 1940 في مساء «حالم» نشر «الفرح» في أرجاء المنازل المقترنة بحسن الجوار وروابط الرحم وصلات القربى وتفتحت عيناه عن «ترحال» اضطراري تحتمه فرضيات «العيش» وبدأت أسماعه الأولى تتوق إلى «حديث» الآباء والأمهات وسكان القصيم عن سلالة البطولة وأصالة الرجولة لآل الزامل التي ينحدر منها.. تفتحت عيناه على والد كريم من «وجهاء» المكان وأم حانية من «فضليات» الزمان وتشكلت في وجدانه «مسارب» الظروف الأولى التي انبثقت منها «مارب» الضرورة القصوى حيث اضطر للعمل صغيراً «مؤذناً» في اجازة الصيف وعاملاً في دكان وبقالة في مواقع مختلفة متأبطاً «زوادة» غذاء كانت تجهزها له اسرته في «صباحات» الالتزام. اتجهت «بوصلة» معيشته واقامتة المبكرة شطر الزبير «حاضنة» الاسترزاق في تلك الحقبة بحثاً عن اتجاهات «كفاح» شكلت «شخصيته» المثلى وزرعت في وجدانه «بذور» الكدح حيث انتقل مع والده النبيل إلى العراق ودرس على طاولات مدرسة النجاة الأهلية وتعلم أولى «مهارات» المحاسبة واللغة العربية والاقتصاد فتنامت في عقيلته «محبة» الأدب والشعر وبعد سنوات ارتحل إلى البحرين وتعلم اللغة الإنجليزية الأمر الذي كان سبيلاً لالتحاقه بوظيفة «مراسل مكتبي» في شركة أرامكو وبعد سنوات من الدراسة والعمل انتقل إلى «قاهرة» المعز ودرس فيها بكلية التجارة ونال بكالوريوس التجارة والعلوم السياسية في الستينيات المالية وعاد لأرض الوطن وفي يمناه «وثيقة» التخرج وفي يسراه «قبضة» التحدي تعين بعدها علي وظيفة مدير العلاقات التجارية والمؤتمرات بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم انتقل إلى «وظيفة» مدير عام مساعد بالتأمينات الاجتماعية..
كان شاباً يافعاً يمتلك حدس «المسؤول» وحس «الوطني» وإحساس «المتعلم» حيث قرر اكمال دراسته العليا والتي كانت «حلماً» يعتمر عقليته حيث ابتعث إلى أمريكا وحصد درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا ثم الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة جون هوبكنز ب العريقة.
وما بين «حنين» المواطن و»يقين» المبدع عاد للرياض وفي قلبه «تباشير» القدرات وفي عقله «تفاصيل» المهارات حيث حمل حقيبته الممتلئة بالشهادات والمشاهد المشرفة الموشحة بالتفوق وعمل أستاذاً بجامعة الرياض لفترة من الزمن ثم تم تعيينه وكيلاً لوزارة التجارة عام 1974 وأمضى عاماً واحداً ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للتجارة وأمضى بها عشرون عاماً ثم تعين وزيراً للمالية ولم يمض إلا أشهر بسيطة قبل أن يتقدم باستقالته نظراً لظروفه. وظل يلاحق بعد نظره وخطبت معرفته وخبرته وكفاءته جهات مختلفة وتم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة بنك سامبا لخمس سنوات وعضواً بمجلس إدارة شركة الزامل القابضة وعضوا في الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي.
كانت سيرته في الوزارتين «ملهمه» و»لافتة» و»فريدة» ووضع بصماته «المضيئة» في شؤون ومتون العمل الوزاري بكفاءة مذهلة ظلت قراراته فيها «منهجاً» للاستفادة و»نهجاً» للإفادة.
في منزل بسيط مستأجر بحي الملز عاش مع زوجته العظيمة سليلة الأكارم الدكتورة نورة الشملان والتي كانت سراً للنجاح العائلي وجهراً للطموح العملي مع صغيراته الحانيات «لميس ولينا وسارة» اللاتي كبرن حاظيات بطيب الأبوة ونعيم الحنان وأبنائه الثلاثة البررة «باسل وماجد وعبدالعزيز» والذين كانوا «شهود» محفل متوجين بالذكر الحسن والاستذكار المشرق عن والدهم العظيم ووالدتهم النبيلة..
تجاذب مع الكتابة وانجذب إلى المعرفة بحكم «تسلسل» معرفي و»تحول» شخصي وبعد نظر ظل يلاحقه كثيراً حيث كتب مقالات أسبوعية «شهيرة» في مجلة اليمامة وصحيفة الجزيرة وقدم برنامجين متخصصين في التلفزيون السعودي.
انتقل السليم إلى رحمة الله في التاسع من يونيو عام 2016 في لندن إثر أزمة قلبية. ونقل جثمانه إلى الرياض التي طالما ملأ منصاتها وافاقها بالوقع والتوقيع ودفن فيها وشهد جنازته «المئات» من المشيعين.. وتناقلت الأنباء خبر رحيله كحدث وحديث نظير قامته المهنية وقيمته الوطنية ونعاه الوطن وعزت فيه الوسائط والأوساط في كل الاتجاهات..
ولأنه من أوجه «الوفاء» و»الاستيفاء» جاء رد «الجميل» وتثمين «العطاء» حيث أطلق اسمه على أحد شوارع الرياض عام 2017 و في عام 2018 أسست أسرته صندوق يحمل اسمه بمبلغ 200 ألف ريال لعلاج مرضى القلب من ذوي الدخل المحدود.
سليمان السليم الوزير القدير الذي أبقى في صفحات «الأثر» كريم الدعوات وترك في منصات «التأثير سديم العطاءات.