لقد خاض الكثير في قضية الشعر النبطي وتشتت بهم السبل، واختلفت الآراء، وتعددت الأصوات، حتى استحالت أحيانًا إلى ضجيج ولجاج.
وهذه قضية فكرية في منتهى الحساسية، وينبغي تناولها بمنتهى الحيطة والحذر، بمنأى عن المشاحنات التي تزيد الأمر تعقيداً وتشويشاً.
لاشك أن هناك وجهات نظر متفاوتة حول قضية الشعر النبطي ولا أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تتطابق فيه آراء الدارسين حول هذا الموضوع، وليس هذا هو المطلوب على أية حال، فاختلاف الآراء ظاهرة صحيَّة، ينتج عنها الاحتكاك والحرية والتقدم، حتى أن ثقافتنا الشعبية تؤيد ذلك، إذ يقول الناس: «تشوف عين مالا تشوف الثانية». ويقولون: «لولا اختلاف الأنظار لبارت السلع». المطلوب إذاً، ليس الاتفاق في وجهات النظر، وإنما الابتعاد عن السفاسف والترهات، وإيجاد صيغة حضارية للنقاش والمحاورة، وأسلوب مؤدب لمطارحة الآراء، ومنهج علمي للبحث، ومعالم محددة للدراسة، نرضى بها جميعاً. المطلوب هو مناقشة القضايا بأسلوب موضوعي رصين، ينير الطرق ويوضح الرؤية، بعيداً عن المغالطات التاريخية والمنطقية.
** **
- د. سعد العبدالله الصويان