د.نايف الحمد
« في لوسيل (ملعب نهائي كأس العالم 2022) جدد الزعيم الهلالي عاداته وخطف كأس سوبر لوسيل من أمام الزمالك المصري بطل الدوري المصري في آخر موسمين وواحد من أكبر الأندية العربية والأفريقية.
« مباراة بمواصفات عالمية في أكبر وأهم الملاعب القطرية التي ستستضيف نهائيات كأس العالم في قطر، وتدشين فاخر أظهرت فيه الكتيبة الزرقاء حجم قوة وعراقة وإرث هذا البطل من خلال أداء عالمي للاعبين أفذاذ طوّعوا الكرة وقدموا لوحة فنية باهرة أكدت عالمية هذا الفريق وما يتمتع به من فوارق فنية هائلة عن أقرانه من الأندية العربية، بغض النظر عمّا آلت إليه نتيجة المباراة.
« رغم أن نجوم القلعة البيضاء يعيشون أزهى أيامهم بتحقيق بطولتي الدوري والكأس ويقدمون أفضل مستوياتهم إلّا أن الموج الأزرق أكد علو كعبه وتفرّده وبسط نفوذه على كامل أجواء ملعب لوسيل وكانت أمواجه أكبر من قدرة أبناء (ميت عقبة) على مواجهتها، وأرغمهم على الدفاع طيلة أوقات المباراة وحرمهم الكرة وأجبرهم على إضاعة الوقت بطريقة احترافية، حتى خرجوا بتعادل في وقت المباراة الأصلي وسط تألق كبير للحارس الزملكاوي، لكن ركلات الترجيح أنصفت الفريق الأفضل وعاد بطل القارة الصفراء بالذهب ومكافأة البطولة البالغة 1.5 مليون دولار.
« في لوسيل أكد الهلال عالميته وصحة اختياره من قبل اللجنة المنظمة لكأس العالم وقدم صورة زاهية للعالم عن حضارة السعوديين وإمكاناتهم وقدراتهم الهائلة على النجاح وأكمل الصورة بظهوره المتكرر في المناسبات العالمية وتشريفه للوطن، هذه الصورة التي كانت امتداداً لما قدمه العملاق الأزرق في كأس العالم للأندية في النسخة الأخيرة وما وجده من إشادة عالمية رغم خسارته في نصف النهائي أمام النادي الإنجليزي العريق تشلسي في مواجهة وقف فيها الند للند (للبلوز) أبطال العالم، وكان قاب قوسين أو أدنى من المضي بعيداً في أهم بطولة للأندية على مستوى العالم.
« أن تكون عالمياً فلا أظن أن القصة مرتبطة بمشاركة في بطولة أو تحقيق نتيجة في مباراة ما، بل في كيان مؤسسي ومنظومة مترابطة وإرث كبير يصنعه الرجال من فنيين وإداريين ولاعبين على مدار سنوات وسنوات من العمل تظهر ثماره على شكل بطولات وإنجازات تحقق للكيان مكانة مرموقة وتبقيه متواجداً على الخارطة القارية والعالمية وتسير بخطى ثابتة لتحقيق آمال وأحلام محبيه وتجعل منه أيقونة للنجاح على الأصعدة كافة.. أما إطلاق الأوصاف بشكل ارتجالي لا يمكن أن يجعلك عالمياً .. وحقاً (العالمية صعبة قوية).
نقطة آخر السطر
« رغم أن الهلال توج بسوبر لوسيل في مناسبة عالمية وجوائز مالية كبيرة، لكننا لم نسمع أنهم جعلوها البطولة رقم 66 في سجلاتهم الرسمية كما يفعل البعض ممن دأبوا على حشو سجلاتهم ببطولات وهمية!!
« الهلاليون يعيشون ترف بطولاتي ويحققون ما لذ وطاب منها ويصنعون الفرحة في أوساط عشاقهم ويرسمون مستقبلهم بحكمة وصدق ونزاهة.. فشكراً لكل من عمل من أجل أن يبقى هذا العملاق وجه من وجوه الوطن المشرقة.