سهوب بغدادي
في عصر يلازمنا فيه الهاتف المحمول والأجهزة اللوحية والساعات الرقمية، وغيرها من المكائن الضرورية وغير الضرورية في حياتنا اليومية، نجد بعض الأصوات المنادية بالتقليل والحذف والإقصاء، خاصة مع الإدمان المتفشي في الجيل الجديد والأطفال للتقنية بشتى الأوجه، إلا أننا نقف وقفة امتنان للتقنية باستذكارنا فترة جائحة كورونا واستمرار العملية التعليمية على الرغم من كل الظروف، فماذا لو كانت هناك تقنية وإنترنت ومنصة مدرستي واتصال مرئي خلال فترة حرب الخليج؟ لكان أغلب الطلاب في تلك الفترة أكبر بمرحلة وسنة دراسية وسنة في العمل وسنة في التخرج وسنة في السفر وسنة في الزواج احتمالاً.
لذلك إن شيطنة التقنية أمر غير عقلاني، فقط الفعل والممارسات التي ترتبط بها هي الخاطئة والتي تستلزم تقنيناً ووقفة ورقابة وثقة أيضاً، فلا نستطيع حماية أطفالنا مدى العمر بل فلنزودهم بالمهارات والحس والرقابة الذاتية التي تخرجهم إلى بر الأمان في مواطن الحياة المختلفة، فالتربية توجيه وليست حماية صرفة في غالبها.
كما لا يحضرني أسماء التطبيقات التي أسيئ استخدامها وتوظيفها في غير أهدافها الأصيلة، كتطبيق (ميت اب) الذي تجد فيه محاضرات ودورات وأندية للكتاب ورياضات، وليس ما يدور حوله هو وغيره من التطبيقات من لغط فارغ، كما يعد تطبيق (سوارم) سيئ السمعة بطريقة عجيبة فما أن دخلته وجدت استغراباً وتجهماً ممن حولي باعتباره تطبيقاً للمراهقين وغير محترم! فكيف أصبح تطبيقاً لتقييم الأماكن وقراءة التعليقات عليها قبل الذهاب أمر غير محترم؟ على العكس يستطيع الشخص أن يتابع تقدمه في وتيرة الذهاب للنادي الرياضي على سبيل المثال لا الحصر أو ذهابه للمكتبة خلال الشهر، وهكذا، فكفى شيطنة وتلاعباً بما يفيد.