أحمد المغلوث
الأحساء الواحة الفواحة بالخير والعطاء ومنذ آلاف السنين لا يختلف اثنان على أهميتها وعطاء أبنائها المخلصين في مختلف المجالات. أكانت اجتماعية أو علمية أو ثقافية على اختلاف أنواع الإبداع. هذه المحافظة التي حظيت مؤخراً بتكريم وتقدير قيادة الوطن بالموافقة على إنشاء هيئة عليا لتطويرها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان. واختيار صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال نائبا له ومجموعة متميزة من الأعضاء. كل هذا وذاك جعل الأحساء وحتى اليوم من صدور الأمر السامي الكريم بإنشاء هذه الهيئة والناس تتحدث عن ماذا سوف يتحقق للأحساء مع انطلاق هذه الهيئة التطويرة لأكبر واحة زراعية في العالم تميزت بالعديد من الخصائص ذات المردود المادي الكبير وهي أشياء لا تخفي على الجميع. وكانت الأحساء ومنذ القدم مصدر خير للوطن. فمقومات المنطقة التاريخية والاقتصادية والسياحية والصناعية والثقافية يشار لها بالبنان في كل وقت وزمان.. ومن هنا استحقت هذه المنطقة أن يوجد فيها «جائزة كبرى» تمنح لكل من ساهم من أبناء الأحساء في تقديم خدمة ما في الماضي والحاضر.. جائزة تمنح لمن يستحقها بعيداً عن المجاملات أو المحسوبية. جائزة ممكن أن تمنح لمواطن عادي ساهم بفكره البسيط في عمل ما زال يشار له بتقدير كونه ساهم في تقديم شيء ما لهذه الأرض الطيبة. وكم هو جميل أن تمنح الجائزة لأبناء أو أحفاد من رحل إلى رحمة الله. إذا كانت أعماله ما زالت في ذاكرة مجتمع الأحساء والوطن وما أكثرهم. نريد جائزة مختلفة يشار لها بحب واكبار يفخر بها كل من حصل عليها أو ورثته.. فكم هو جميل ورائع أن تمنح لأول طبيب من الأحساء أو مهندس. أو أديب. أو رجل أعمال.. هذه الجائزة المقترحة هنا سوف تدفع إلى المزيد من الابداع في مختلف المجالات وتسهم بطريقة وأخرى في عمليات التحفيز التي تدفع إلى المزيد من الابداع في كل مجال واستمرار لتواصل المجتمع مع أبنائه وإحساسه بهم وتقديره من خلال الاعتزاز والفخر بما قاموا وساهموا به. ومثل هذه الجائزة سوف تعزز دور التقدير في المنطقة ونشر ثقافة التشجيع والعرفان. لرجال ومبدعين خدموا هذه الأرض الطيبة ولكنهم كانوا بعيدين عن التقدير والاهتمام. نريد جائزة لا تتمثل في درع. أو شهادة أو كلمة إشادة. نريد جائزة تتضمن مبلغاً مالياً وساعة ثمينة تكاد تهمس عقاربها في كل لحظة شكراً على ما قدمت به لوطنك من أعمال جليلة وخدمات لا تنى لا من مواطني هذه الأرض الطيبة والمعطاءة ولا حتى من المقيمين فيها.. ولا شك أن الأحساء في الماضي والحاضر تزهو بالمبدعين في كل مجال وكم هو جميل أن تكرم الجائزة على سبيل المثال (خميس بن رمثان العجمي) أول دليل شارك في اكتشاف النفط في المملكة في الثلاثينيات الميلادية فأحفاده أمد الله في أعمارهم موجودون. نريد جائزة تقدر المواهب وبالتالي تدفع إلى مزيد من الفعل والابتكار والابداع ليل نهار. جائزة ترسخ ثقافة التقدير لكل مبدع صالح في مجاله وكم جائزة ساهمت في مزيد من عمليات التطوير في كل مدينة في العالم بعيدا عن «الحسد» أو التقليل من شأن من يرشح لها وهو الأجدر بالحصول عليها. خاصة إذا كان من يستحقها يتميز بكفاءة وعمل دؤوب. ساهم بفعله وعمله ومنطقته. فالمنطقة أينما كانت هي امتداد للوطن. أكتب ذلك وأنا آمل كل الأمل والتطلع أن يصار إلى إنشاء هذه الجائزة بدعم من الدولة الكريمة وحتى مساهمات من رجال المال والاقتصاد. الذين يحبون الأحساء كل الحب والكره الآن في مرمي «هيئة تطوير الأحساء» ومجلس إدارتها الموقر.