عطية محمد عطية عقيلان
يطرح روبن شارما، المدرب في التنمية الذاتية، مؤلف العديد من الكتب الأكثر مبيعًا في العالم، والمترجمة للغات عدة، ومن أشهرها وأكثرها نجاحًا، كتاب» نادي الخامسة صباحاً «THE 5 AM CLUB»، وقد استغرق كتابته 4 سنوات، وفي بلاد متفرقة، ومن خلال ما عايشه المؤلف أثناء دوراته وتدريبه لرجال أعمال وأثرياء، وسياسيين ...الخ، وخلال 30 عاماً، ويطرح في هذا الكتاب أهمية الاستيقاظ الخامسة صباحًا في تغيير مسار حياتك، وزيادة الإنتاجية إلى أقصى حد، فتدور أحداثه حول بليونير بطل الكتاب، والتي يعزو كل نجاحاته حول نادي الخامسة صباحًا، وفي فصوله الستة يتم طرح التالي:
- الفصل الأول: يبدأ داخل دورة لمجموعة من الناس يقوم المحاضر»X» بوجود شخصيات منتقاة 3 رئيسية تمثل رجل أعمال متعثر وفنان محبط والبليونير المعلم، والذين يقترب منهم في نهاية الدورة، بملابسه الرثة ويدعوهم للانضمام إليه، وبعد ترددهم وتخوفهم من هيئته، يقرررون الأنضمام إليه، ويتم تحديد موعد معهم بالالتقاء في الخامسة صباحاً، والتي تكون تجربة فريدة لهم، من اكتشاف نمط جديد من الحياة بالهدوء والصفاء التي لم يشعروا بها سابقًا.
- الفصل الثاني: يتحدث عن الساعة الخامسة صباحًا، وكيف تنشط عقلك للوصول إلى أقصى قدر من التركيز، لأنه ينتج هرموني الدوبامين والسيراتونين، مما سيجعلك أسعد ويمنحك بداية أكثر هدوءًا، وعقلك بقمة أدائه، ولتكون من ضمن 5 % من النخبة، عليك الالتزام بالاستيقاظ 5 صباحًا.
- الفصل الثالث: كيف تكون صانع تاريخ، فهناك من ينجزون أشياء، وهناك آخرون يصنعون التاريخ ويصبحون أسماء لامعة، يحطمون الأرقام القياسية، وكسروا الحدود وقدموا إسهامات مهمة جدًا، والفرق بين الفئتين، وما يحدد نجاحك بحسب البليونير المعلم، أن ما يحدد صناع التاريخ بمجالات تركيزهم الأربعة، وهي: 1- القدرة على الاستفادة من مواهبهم إلى أقصى حد. 2- القدرة على تحرير نفسك من المشتات وتعدد المهام والتنظيف من الفوضى العقلية في حياتك. 3- أهمية العمل لتطوير مهارة أو تقوية قدرة كل يوم وتطوير روتين يومي أفضل. 4- ممارسة الاتقان الشخصي، وتوظيف ساعتين وخمس وأربعين دقيقة كل يوم لتطوير مهارة ما، ليصل درجة الإتقان النخبوي فيها.
- الفصل الرابع: اهتم بإمبراطوريتك الأربعة الداخلية «العقل، القلب، الصحة والروح». ويقر البليونير أن العقلية واحدة ما من الإمبراطوريات الداخلية، والتي تستلزم انتباهًا مستمرًا، وتطويرًا ذاتيًا، لكنها حتى تكون متكاملة ومستقرة، فلابد من الاعتناء بالجوانب الألى وهي القلب والصحة والروح، والاستيقاظ الخامسة صباحًا يمكن أن يساعدك في ذلك.
- الفصل الخامس: صيغة 20،20،20، حيث يمكن للواحد أن يستغل الوقت الخامس صباحًا لكي تكون منتجة، من خلال استخدام هذا الوقت، فالبليونير يقول إن الطريقة هي استخدام 20 دقيقة للتحرك بقوة وتمارين شاقة تؤدي إلى التعرق وتقليل هرمون الخوف وبرمجة عقلك للتفكير بشكل أفضل، و20 دقيقة بعد ذلك للتفكير العميق والعزلة والأكثر أهمية من أولوياتك وكتابة أفكارك في يومياتك ووثق طموحاتك وإحباطاتك، وتأمل في الوقت المتبقي، لأن ذلك يقلل من الخوف ويساعدك بالشعور والهدوء والسلام كل اليوم، و20 دقيقة الأخيرة للنمو والتعلم وتطوير الذات، وتكييف تجربتك التعليمية حتى تعود بالفائدة عليك وعلى حياتك المهنية.
- الفصل السادس: احتضن النوم، فالنوم الجيد هو جزء لا يتجزأ من تغيير حياتك وأن نادي الخامسة صباحًا يساعد على ذلك، ولابد من نمط نوم صحي وقطع الاتصال بنمط التواصل الحديث بحد أقصى 8 مساءً، وينصح البليونير بالدورة البينية لأداء النخبة، لتحقيق التوازن في حياتك، وتقليل احتمال الإرهاق.
خاتمة: يلخص كتاب «نادي 5 صباحاً» أهمية الاستيقاظ والبدء المبكر، وهو ليس عاملاً سحريًا وحيدًا للنجاح، ولكنه محفز لبدء يوم جديد بذهن ورؤية صافية واضحة، تعين على التفكير والتأمل واتخاذ القرارات وتوفير متسع من الوقت للإنجاز، ومنذ القدم عُرف الإنسان المجتهد الباحث عن رزقة، من سعيه بالصباح الباكر، وهي أفضل الأوقات للصيادين وطالبي السفر قديمًا، وعن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».