«الجزيرة» - الاقتصاد:
أعلنت شركة وادي الدمام بالشراكة مع عدد من المستثمرين، وشركة «أرسينسس» الألمانية عن إنشاء مركز الجينوم السعودي الألمانيWGS في الرياض، حيث سيبدأ المركز بتوفير خدمات التشخيص الجيني الشامل لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي استنادًا إلى تقنيات التسلسل من الجيل القادم الأكثر تطورًا. جاء ذلك خلال حفل تدشين «مركز الجينوم السعودي الألماني في الرياض بحضور ومشاركة معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، وعدد من أصحاب المعالي و ممثلي الجهات الحكومية والخاصة والمستثمرين من داخل المملكة وخارجها.
ويأتي هذا الإعلان امتدادًا للشراكة بين وزارة الاستثمار وشركة وادي الدمام، لاستكشاف فرص التعاون مع الشركات المحلية والعالمية وتوطين العلوم والمعارف في قطاع التقنية الحيوية، إضافة إلى المساهمة في بناء التشريعات للقطاع، وتسهيل وصول المستثمرين ورواد الأعمال من جميع أنحاء العالم لوادي الدمام. واستنادًا الى خبرة فريق دولي من علماء الوراثة والخبراء الطبيين وعلماء البيانات، سيعكس مركز الرياض واحدة من أكثر منظمات التكنولوجيا الحيوية الوراثية ابتكارًا في العالم، وسيوفر معرفته للأطباء، ويتعاون مع جميع صانعي القرار الطبي، ويدعم مواصلة تحسين البنية التحتية للرعاية الصحية السعودية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى ذلك يعتقد الشركاء أنه مع التبني العالمي لتسلسل الجينوم الكامل باعتباره السطر الأول من الاختبارات الجينية، سيبدأ العصر الجيني بكامل القوة يغير المعادلة في المجال الطبي في فترة زمنية قصيرة. وتنطلق مبادرة إنشاء هذا المركز الجيني الحديث تماشياً مع رؤية المملكة 2030 ومبادراتها المتمثلة في تفعيل الطب الوقائي وتسريع تنفيذ الاختبارات الجينية للتشخيص المبكر للأمراض، وخاصة أمراض السرطان والاضطرابات الوراثية النادرة، ومعالجة العنصر الوقائي في الطب الشخصي، حيث سيُمكّن الاستثمار المالي بقيادة وادي الدمام، الشركاء من دخول الأسواق الإقليمية بشكل أسرع من خلال حلولهم المبتكرة.
وأعرب معالي وزير الاستثمار عن امتنانه للقيادة الرشيدة لما توليه من دعم وتمكين لجهود تنمية وجذب الاستثمارات، كما هنّأ شركة وادي الدمام، والمستثمرين معها، وشركة «أرسينسس» الألمانية بهذا الإنجاز. وأوضح معاليه إن إنشاء مركز الجينوم في المملكة، من خلال شراكة سعودية ألمانية، يعكس حرص واهتمام المملكة بتطوير القطاعات والمجالات النوعية، ومنها قطاع التقنية الحيوية، وجذب الاستثمارات إليها،مُشيرًا إلى أن شركة وادي الدمام هي إحدى المبادرات الطموحة التي قامت المملكة بتطويرها لجذب الشركات الريادية ورواد الأعمال وتشجيعهم على القدوم إلى المملكة والاستفادة من البيئة الاستثمارية في المملكة، التي توفّر للمستثمرين مزايا وخدمات متميزة وعالية التنافسية، تقودها وتحركها المعرفة والابتكار.
وأكد المهندس الفالح أن الإعلان عن إنشاء مركز الجينوم السعودي الألماني يأتي ثمرة للشراكة بين وزارة الاستثمار، وشركة وادي الدمام، وأنه يُقدم نموذجًا محفزًا للشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن إنشاء هذا المركز في المملكة سيعمل على توطين الخبرات والمعارف في قطاع التقنية الحيوية، كما سيُسهم في تطوير خدمات وأنظمة الرعاية الصحية وطنيًّا وإقليميًّا.
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لوادي الدمام عبد الرحمن العليان، أن إنشاء مثل هذا المركز الجيني الحديث وافتتاحه على المدى القصير يأتي انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 وعنصر أساسي لتأسيس المعرفة والخبرة في المنطقة، علاوة على ذلك فهو عنصر حاسم في التحسين المستمر لأنظمة الرعاية الصحية الإقليمية، لافتًا إلى أنه سيتم استخدام جميع المعرفة التي نجمعها هنا في الخطوة التالية للتطوير الاستراتيجي لنظام ديناميكي وحيوي للأدوية والتكنولوجيا الحيوية.
بدوره ذكر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أرسينسس» الدكتور أرندت رولفز، أن إنشاء مركز الجينوم السعودي الألماني خطوة منطقية وهادفة للمضي على طريق إنشاء مركز إقليمي لتحسين التشخيص الجينومي مع وادي الدمام، مشيرًا إلى أن الدول العربية تواجه التحدي المتمثل في تحسين التشخيص المبكر والمستهدف للأمراض الوراثية العديدة، ولكن هذا المجال المعرفي والذي يمكن تطويره هنا مع الشركاء الطبيين المحليين، يمكن أن يساعد أيضًا في تأسيس مشهد إقليمي ديناميكي وابتكاري، وفي خطوة أخرى مشهد دولي للتكنولوجيا الحيوية، ويسعدنا أن نتمكن من المساهمة بمعرفتنا في هذا النجاح في السنوات المقبلة .
يشار إلى أنه بموجب شروط الاتفاقية، سيقوم وادي الدمام بالشراكة مع من المستثمرين بالاستثمار في إنشاء مركز الجينوم السعودي الألماني، ويخضع إغلاق الصفقة لشروط الإغلاق المعتادة وموافقة الجهات ذات العلاقة، كما يفترض الطرفان أن «أرسينسس» سوف تقوم بتشغيل المركز بشكل كامل، وسيتم الحفاظ على سلامة بيانات المريض المحمية، وكذلك أنشطة المبيعات المخصصة والتسويق وعلوم الحياة.