«الجزيرة» - وكالات:
كانت الملكة إليزابيث واحدة من 73 من قادة العالم الذين حُفرت رسالتهم إلى أبولو 11 على قرص من السيليكون وتركت على القمر عام 1969 بعد أن أصبح أفراد الطاقم أول بشر يمشون على القمر.
وتوفيت الملكة عن عمر يناهز 96 عاما في 8 سبتمبر، لكن تحية «مهارة وشجاعة›› الأبطال الذين يرتادون الفضاء «نيابة عن الشعب البريطاني›› ستبقى إلى الأبد على سطح القمر.
وإلى جانب إرسال رسالة مع نيل أرمسترونغ وباز ألدرين ومايكل كولينز، التقت بهم أيضاً في قصر باكنغهام بعد ثلاثة أشهر من عودة الفريق إلى الوطن من رحلتهم الملحمية إلى القمر.
وتشتهر الملكة بحضورها الطويل في رحلة البشرية إلى الفضاء، وشاركت ناسا تعازيها على «تويتر» في غضون ساعات من وفاة الملكة، حيث غردت: «امتد عهد الملكة إليزابيث الثانية طوال رحلات الفضاء، قبل كل من سبوتنيك وExplorer 1. بينما ننضم إلى الكوكب في العزاء بوفاتها، فقد تأثرنا بالفضول الذي أظهرته صاحبة السمو الملكي للمستكشفين على مر السنين».
يأتي القرص بحجم عملة معدنية 50 سنتا وهو مصنوع من عنصر كيميائي غير معدني موجود في الطبيعة ويستخدم على نطاق واسع في الإلكترونيات، وفقا للبيان الصحفي الصادر عن وكالة ناسا المنشور في 11 يوليو 1969 - قبل تسعة أيام من لمس أبولو 11 سطح القمر.
وتنص الرسالة الكاملة للملكة على ما يلي: «بالنيابة عن الشعب البريطاني، أحيي المهارة والشجاعة التي جلبت الإنسان إلى القمر. عسى أن يزيد هذا المسعى من معرفة البشر ورفاههم.
وصُغّرت رسالتها و72 رسالة أخرى بمقدار 200 مرة أصغر من رأس الدبوس قبل نقشها على القرص ذي اللون الرمادي - وتظهر كل رسالة كنقطة.
ويوجد في الجزء العلوي من القرص النقش: «رسائل النوايا الحسنة من جميع أنحاء العالم جلبت إلى القمر بواسطة رواد فضاء أبولو 11»، وحول الحافة عبارة: «من كوكب الأرض» - يوليو 1969.
وجاء في بيان ناسا الصحفي أن «الرسائل الواردة من القادة الأجانب تهنئ الولايات المتحدة وروادها وتعبر أيضاً عن الأمل في السلام لجميع دول العالم».
وأبدت الملكة اهتماماً كبيرا برحلة البشرية إلى الحدود النهائية، حيث التقت برائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين في 14 يوليو 1961 بعد أن دخل التاريخ كأول شخص يزور الفضاء.
وفي عام 2007، قامت الملكة مع الأمير فيليب بجولة في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا حيث استقبلوا رواد الفضاء الذين كانوا على متن محطة الفضاء الدولية.
كما نُقل عنها قولها: «سافرت على نطاق واسع، لكنني آمل أن أغفر لأنني اقتصرت جولتي على سطح الأرض»، وهو ما قيل أثناء وجودها في مركز الفضاء الوطني في ليستر، إنجلترا.
كما التقى تيم بيك، أول رائد فضاء في وكالة الفضاء الأوروبية في المملكة المتحدة (ESA)، بالملكة التي بعثت إليه برسالة في عام 2015، في الليلة التي سبقت إطلاقه لأول مرة إلى الفضاء.
وكتبت: «يسعدنا الأمير فيليب وأنا، أن أبعث بأطيب تمنياتنا إلى الرائد تيموثي بيك عندما ينضم إلى محطة الفضاء الدولية في المدار. نأمل أن يكون عمل بيك في محطة الفضاء بمثابة مصدر إلهام لجيل جديد من العلماء والمهندسين».
وعندما عاد بيك إلى الأرض في عام 2016، أهدى الملكة العلم البريطاني الذي كان يضعه على بدلة الفضاء أثناء قيامه بالسير في الفضاء خارج المحطة.