رنَّ جرسُ البداية في أوَّل يومٍ دراسيٍّ، وانطلقت المُعلِّمات إلى فصولهن لإلقاء حصصهنَّ في الصَّباح الباكر.. كان صباحًا جميلاً تخلَّلته رائحة القهوة الزَّكيَّة، وفجأة.. وإذ بأصواتٍ تتعالى، وتتوجَّه المُعلِّمات مُسرعاتٍ إلى أحد الصُّفوف، وبادرت إحداهُنَّ بالسُّؤال قائلةً: ما الذي يحدث؟ وجاء الجواب من إحدى الطَّالبات بأنَّ واحدةً منهُنَّ ظهر عليها بعضُ الأعراض الصِّحيَّة، وهي في حاجة إلى الإسعاف فورًا.
بعد أن وجهت المُعلِّمة سؤالها للمرشدة الصحية وجدت أنَّ الطَّالبة لديها مُشكلاتٌ صحيَّة منذ الولادة، تبادر إلى ذهنها عديدٌ من التَّساؤلات؛ فالطَّالبة من حقِّها أن تتعلَّم، لكنَّ حالتها الصِّحيَّة بحاجةٍ إلى المُتابعة وحضورها اليوميِّ وتعرُّضها للإجهاد من صُعود الدَّرج، وحمل الحقيبة قد يُعرِّضها للخطر، إضافةً إلى أن هذه الحالة بحاجةٍ إلى وُجود عيادةٍ طبِّيةٍ مُجهَّزةٍ بطاقمٍ طبِّيٍّ لديه معرفةٌ بالتَّعامُل مع مثل هذه الحالات الصِّحيَّة.
هذا مثالٌ لحالةٍ صحيَّةٍ، ويُوجد كثير من الحالات المشابهة في مدارسنا.. ولقد أردتُّ هنا أن أقف قليلاً على هذه المُشكلة التي أرى أنه لا بُدَّ أن نجد حلاً لها؛ فأبناؤنا أمانةٌ لدينا، وحصولهم على التَّعليم حقٌّ من حقوقهم، ولا بُدَّ أن نُوفِّره لهم، لكن من غير ضرر بهم، فلا بُدَّ أن نُوفِّق بين حُصولهم على التَّعليم، وكذلك أن يكونوا تحت أعيُننا ومُتابعتنا، ولا بُدَّ أن نُبعد عنهم أيَّ خطر؛ فصحَّتُهم مهمَّةٌ.
أتمنَّى من وزارة التَّعليم أن يُعطوا المُشكلة حقَّها من الدِّراسة، ورأيي أن يدرس هؤلاء الطَّلبة تحت مُتابعة أهاليهم من خلال التَّعلُّم الإلكترونيِّ، وفي الاختباراتُ يحضرون إلى المدرسة.
وأحب أن أنوِّه هنا إلى أنني أتحدَّث عن الحالات الصِّحيَّة الخَطِرَة مثل مرضى القلب وغيره.
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ التَّعليم في المملكة العربية السُّعوديَّة قد حقَّق مُنجزاتٍ مُنافسةً عالميًّا في إتاحة التَّعليم عن بُعد في جميع المراحل الدِّراسيَّة، وذلك بفضل الدَّعم والاهتمام والمُتابعة اللا محدودة من قبل قيادتنا الرَّشيدة -حفظها الله - لتطوير التَّعليم وفق مُستهدفات رؤية المملكة 2030 .
وأشادت دراسة أجراها البنك الدَّولي لتقييم تجربة التَّعليم الإلكترونيِّ والتَّعليم عن بُعد في المملكة العربية السُّعوديَّة خلال جائحة كورونا بفاعليَّة وكفاءة هذه التَّجربة، وكذلك أبدت منظمة «يونيسف» إعجابها بالتَّجربة الرِّياديَّة للسُّعوديَّة من خلال منصَّتي «مدرستي» و»روضتي»، و»قنوات عين»، إضافةً إلى اختيار منصَّة «مدرستي» ضمن أفضل أربع منصَّات عالميَّة في التَّعليم عن بُعد من قبل منظمة «اليونيسكو».
** **
Jori_albeladi@