الحمد لله الذي اصطفى من عباده أناسًا بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيله وخدمة دينه وقضاء حاجات عباده،
وأصلي وأسلم على أنفع عباده لعباده صلوات ربي وسلامه عليه وبعد.. ففي كل بلد رجال يُعرفون بإحسانهم وبذلهم وعموم نفعهم (خير الناس أنفعهم للناس)..
وممن عرفته بالإحسان والبذل منذ زمن طويل في محافظة المذنب صاحب اليد الطولى في الخير الشيخ رشيد بن سليمان الشمسان - رحمه الله- الذي وافاه أجله يوم السبت الرابع عشر من صفر 1444هـ الموافق 10 سبتمبر 2022..
وهنا أبوح ببعض ما عرفته عنه:
- الرجل عمَّ خيره جميع الجمعيات في المذنب فما من جمعية إلا وله إسهام في دعمها وخاصة جمعية تحفيظ القرآن الكريم.
- بنى عدداً من المساجد ومنها الجامع المسمى باسمه في حي قرطبة بالمذنب (بنى الله له قصوراً في الجنة)..
- ما لقيته يوماً إلا والبسمة تعلو وجهه، وطيب المحيا وجميل التحايا، فقد جمع بين الإحسان بالقول والفعل.
- لم أعرف عنه أنه نازع أحداً أو شكاه أو قاطعه من أجل مال أو دنيا إلا مطالبة بالحق والمعروف.
- من علامات الخير له مشهد جنازته فقد كانت جنازة مشهودة، وما رأيت الناس في ذكره إلا وهم يثنون عليه (أنتم شهود الله في أرضه).
- أصيب في أيامه الأخيرة في رجله إثر سقوطه عليها، وهي -بإذن الله- تكفير له ورفعة لدرجته عند ربه، فإن للعبد منزلة قد لا يبلغها بعمله فيصيبه الله ببلاء يرفعه به إلى درجته التي كتبت له.
- متعه الله طيلة حياته بالصحة، ولم يُردّ في آخر حياته إلى أرذل العمر، كما لم يحتج إلى عناية أحد ولا إلى رعاية مستشفى، وهذا من عناية الله وحفظه لأهل الإحسان والخير (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).
- في اليوم الذي قبضت فيه روحه صلى الفجر في جماعة ولذا فهو في ذمة الله وفي حفظ الله.. نحسبه كذلك والله حسيبه.
- وصيتي لبنيه المباركين أن يكونوا على سنته في الخير وهم إلى الخير سباقون بإذن الله.
- ووصيتي لمن مد الله في عمره ووسع في رزقه أن يقدم لنفسه قبل أن يوسد في قبره فلا ينفعه إلا ما قدمه.
رحمك الله أبا يوسف وجعل منازلك في عليين وتقبلك في المهديين وأخلفك في عقبك في الآخرين. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- د. محمد بن عبدالله الربيعة/ الأستاذ في قسم الكتاب والسنة في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى..