طَوَتكَ يا سَعدُ أَيّامٌ طَوت أُمَماً
كانوا فَبانوا وَفي الماضينَ مُعتَبَرُ
الإنسان مهما طال به العمر وعاش في هذه الحياة فلا بد له من الرحيل إلى الدار الآخرة، ولكن السعيد من يرحل بزاد من التقى والصبر والاحتساب، كما نرجو أن يكون حال جارنا سعد بن عبدالله المهوس؛ الذي انتقل إلى رحمة الله بعد صلاة ظهر يوم الأحد 8-2-1444هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة المغرب في جامع الحزم بحريملاء، ثم وُورِيَ جثمانه بمقبرة (صفيه) - تغمده المولى بواسع رحمته.
كانت ولادته في حريملاء عام 1349هـ، ولقد باكره كف البصر واليُتْمُ؛ حيث عاش وحيداً في هذه الحياة يُكابد وحشة الغرُبة بفقد حنان ورعاية والديه. وقد بدأ دراسته في إحدى مدارس الكتّاب لقراءة القرآن الكريم وحفظ ما تيسر من قصار السور، ثم انتقل إلى الرياض لمواصلة الدراسة وسكن مع مجموعة من أقرانه (المكفوفين)، ونظراً لظروفه الخاصة عدل عن مواصلة الدراسة، وعاد إلى حريملاء حيث افتتح محلاً مُتواضعًا للبيع والشراء ليعيش كريم النفس مُعتمدًا على الله غير مُعول على أحد.
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها
من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على (أَحدِ)
وقد سار في حياته متعففًا وقانعًا بما رزقه المولى، وبعد ما كبر وأصابته بعض الأمراض اشتَرَى منزلاً في حينا منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ليكون قريبًا من المسجد، وقد هيأ الله له أحد المحسنين في حريملاء - حيث يقوم برعايته وتوفير ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب وذلك منذ ما يقارب الخمسين عامًا رجاء المثوبة من الله عز وجل، فجزاه الله خيراً هو وأهل بيته - وتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأحسن الله عزاء ابن أخيه عبدالله بن عبدالرحمن المهوس وأسرة المهوس كافة.
حناناً لكم فيما طويت جوانحاً
عليه، وعطفي يا وحيدُ ورحمتي
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف