مها محمد الشريف
في هذه المرحلة تطل علينا الأحداث بمسائل شائكة تتيح تأويلات جديدة، وإجراءات متواصلة أكثر جذرية بعدما فُقدت السيطرة على زمام الأمور، حيث تحولت الحدود البحرية لنقطة خلاف بين تركيا واليونان، وعلى إثر هذا الخلاف أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الوزراء اليوناني دعم بلاده الواضح والحازم لأثينا في وجه التصرفات والاستفزازات التركية كما قيل، فهل الرئيس الفرنسي يتعمد استفزاز تركيا؟.
بعدما استنكرت تركيا تعليقات الرئيس الفرنسي «غير المقبولة» و»غير الملائمة» بعد أن اتهم من الجزائر «شبكات» تديرها تركيا وموسكو وبكين بنشر دعاية مناهضة لفرنسا في أفريقيا وإشعال مزيد من توتر محتدم في بحر إيجة بين اليونان من ناحيتي الغرب والشمال، والجزر محل نزاع دائم تاريخياً، لكنها الآن تخضع لسيادة اليونان إبان اتفاقية لوزان، ما عدا جزيرتي بوزكادا وغوكتشة اللتين تخضعان للسيادة التركية من ناحية الشرق، وجزيرة كريت إلى الجنوب، حيث انضمت قبرص إلى الاتحاد الأوروبي، وبقي الجزء الشمالي المنفصل عنها موالياً لتركيا. فما هي حكاية قبرص مع كل من اليونان وتركيا ومع جيرانها في المنطقة عموماً؟، وتقول دائرة المعارف البريطانية إن حكاية قبرص مع دول الجوار تمتد لآلاف السنين وتتجاوز تركيا واليونان، ففي العصر البرونزي الذي يصل إلى ما بين 3 آلاف و2500 عام قبل الميلاد ارتبطت الجزيرة بعلاقات تجارية بمصر وسوريا والأناضول واليونان وكريت.
فمن الصعب الاستمرار في إدارة تسوية سياسية على العديد من الجهات لأنه يعطي نتائج نقيضة لتوقعات السياسيين، وذلك حدث خلال بضعة عقود من الزمن، وخاصة في وضع مالي واقتصادي واجتماعي خطير، فلا بد من تسوية. ولا يكفي الحديث عن حرب تغرق البلاد في الأزمة السياسية الداخلية التي قادت إلى التدهور الاقتصادي، وعلى الجانب الآخر بقاء سوريا في حالة حرب لا تنتهي.
وعلى الصعيد الداخلي تعتبر فترة أجواء الانتخابات تدخل فيها تركيا بعدد من الأحزاب تصل إلى 25 ، ومن ضمن الخطوات التي ستتخذها قضية الرأي العام التركي، وصُنفت على أنها فترة انتقالية، للخروج من النفق، كمرحلة اجتياز، وتتسبب في إحداث أزمات متتالية في السياسة الخارجية من دون جدوى.
ولكن يبقى سؤال مهم لا بد أن يُطرح هنا: من الذي يمكنه السيطرة على الحروب في العالم؟، إذا كانت الدول العظمى تعزز لهذه الحروب والانقسامات وتحفز عليها، وتسمح للسلام أن يغادر الحياة مقتولاً؟.