محمد العبدالوهاب
إلى سنوات ما قبل تقاعدي الوظيفي والإعلامي.. كنت أتخيل ولم يذهب بي الخيال ببعيد.. كيف لي أن أقضي وقتي بعد فراغي المهني؟! فأنا لا أملك الخبرة لا تجارة ولا استثمار! فجلست مع من سبقوني بالتفرغ من منغصات العمل ومسؤولياته رغم لذة ما كنت أقوم به من خدمة قد تساهم في تسهيل من لهم حاجة خدمية اوحتى عبر قلمي (المتواضع والبسيط) من خلال طروحاتي الصحفية ككاتب أزعم فيه أني ساهمت في مع من سبقوني طرحاً ورؤية وعبر ضفاف الجزيرة الغراء لإيصالها له رياضياً وتربوياً والغالب اجتماعياً.
- وللأمانة.. كانت جلستي مع رفاق من سبقوني تقاعداً.. كفيل بتبديد الخيال والهاجس الذي كانا يراودني ليلاً ونهاراً.. وذلك من خلال ارتفاع معنوياتي وعلو سقف الطموح نحو الرغبة في سلك نهجهم ولا زال.. وهي التنزه والالتقاء الدوري مع أصحاب ورفقاء وقضاء أوقات جميلة ومشوّقة عبر ربوع بلادي.. والتي - مع الأسف - للتو اكتشف الجمال والإمتاع لحد الإشباع بروعة كل مدينة ومحافظة منها على حدة.. بدءاً من ديرتي شقراء مروراً بباقي محافظات المنطقة الوسطى. أقول: بالأمس القريب وأنا بإحدى رحلاتنا الجميلة التي أعتدت عليها أنا وزملائي.. كان لي الشرف والفخر والامتنان بزيارة الصديق الشاعر المعروف فهد العضيب بمحافظة الزلفي.. ومن محاسن الصدف جمالاً وشغفاً والتي جعلت قلمي يعود - فضولاً أو حماساً - هي تلك المناسبة التكريمية الرياضية التي دُعيت لها في عنيزة من قبل رجال أفاضل وزملاء مهنة سابقاً.. رئيس وأعضاء (مخيم الإبداع) بعنيزة وذلك بمناسبة تكريم (رمزي) الرياضة بالمحافظة:
- الأستاذ صالح الواصل رئيس نادي النجمة سابقاً.
- والأستاذ أحمد التركي رئيس نادي العربي سابقاً.
وذلك عرفاناً وتقديراً من أهالي المحافظة وعلى رأسهم مكان الحفل مخيم الإبداع والذي كان مبدعاً حقاً بالاحتفاء وجمال التكريم (للرمزين) والذي لقي استحساناً وإعجاباً من الجميع على تلك المبادرة الوطنية قبل أن تكون رياضية بحق (واصل) النجمة و(تركي) العربي على ما قدماه للمحافظة بشكل عام وللرياضة تحديداً.. مما أسهما في تتويج رياضة المحافظة عبر(نادييهما) من نجوم كروية وأخرى رياضية وصلت إلى تمثيل المنتخب (تشريفاً) وبمختلف رياضاتها.
.. ولعلي بهذا كله أريد أن أصل إلى كلمتي المحتفى بهما ألقياها في الحفل والذين أبديا فيها امتنانهما وشكرهما لرئيس وأعضاء مخيم الإبداع.. غير المستغربه من أهالي المحافظة عامة.
.. إلا أنه آلمني تلك الكلمة الموجعة والمؤثّرة من الأستاذ أحمد التركي رئيس العربي سابقاً الذي أضاف كلمة حزينة وشاكية بنبرات وآهات أليمة تجاه الناديين الكبيرين (النجمة والعربي) أين هما عن رد العطاء بوفاء؟!
مسترسلاً.. لقد قضى كل منا عمراً في خدمة الفريقين.. بذلنا من خلالها الوقت والمال والصحة للارتقاء برياضة المحافظة ودعمها نحو التطلع إلى خدمة وطننا المعطاء عبر بوابة محافظة عنيزة.. ونقابل الوفاء من الناديين بقلة الاهتمام؟!
... كم كانت مؤلمة تلك الأحرف في سياق سؤاله.. وبالتالي ما تلاها من صمت وسكوت جميع الحضور الذين اعتبروا سؤاله أشبه بالنعي والعزاء لأهل هذا الإهمال.
.. عوداً على بدء.. وجدت نفسي حينها مجبراً على حمل قلمي لطرحها مجدداً لمن سبقني.. ومن باب - لعل وعسى - أن هناك من هم قادرون على إعادة النظر ومراجعة آلية وبرامج التكريم بحق من أعطى الرياضة تحديداً عنواناً جميلاً فحواه (الوفاء لأهل العطاء).