أ.د.عثمان بن صالح العامر
في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 م استُهدفت الولايات المتحدة الأمريكية بهجمات إرهابية بواسطة أربع طائرة نقل مدني تجارية بعد اختطافها - كما يقال - من قبل 19 رجلاً ينتمون لتنظيم القاعدة، وكانت أهداف الطائرات الثلاث ضرب برجَيْ مركز التجارة الدولية الواقعين في مانهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية المعروف باسم البنتاغون، بينما لم تُحدّد التحريات حتى اليوم الهدف الذي كان يريد خاطفو الطائرة الرابعة ضربه.
ويقولون هم إن هذا الحدث المفصلي في التاريخ البشري تسبب في مقتل 2977 شخصاً إضافة إلى 19 من إرهابيي تنظيم القاعدة المسؤولين عن خطف الطائرات، فضلاً عن الآلاف من الجرحى والمصابين بأمراض عدة جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
ورغم مرور كل هذه السنوات:
- ما زالت الشكوك والظنون تحيط بهذا الحادث المفاجئ والغريب.
- وما زال هذا اليوم حاضراً في الذهنية العالمية يعززه خطابات الساسة، وكتب المحللين، ومقالات الصحفيين، واستنتاجات المنجمين، وأقوال المستضافين في القنوات الإعلامية، وشورتات وقبعات وميدليات وهدايا المتحف الأمريكي الذي شيد بجوار البرجين المضروبين، و(جولة) السياح على معالم نيويورك برفقة المرشد السياحي الذي يكرر على مرافقيه صباح مساء بلا كلل أو ملل ما حدث حسب الرواية الأمريكية وبناءً على الأجندة المملاة عليه وبلغة إنجليزية بسيطة وواضحة يفهمها كل من معه أياً كانت جنسيته وعقيدته وجنسه.
- ويتعزز مع كل هذه المعطيات خطاب الكره للدين الإسلامي الذي دفع هؤلاء الإرهابيين لهذا الصنيع الذي غير وجه التاريخ، وضرب القوة العظمى بمقتل كما يقال.
- كما أن من صاغ الخطاب لم ينسَ أن يضمن ما يلقن للزوار والقراء والمستمعين (المملكة العربية السعودية) مهبط الوحي، قبلة المسلمين، وأرض الحرمين الشريفين إذ استغلت القوى المعادية لديننا الحنيف، وقيمنا الراسخة، وبلادنا الغالية، وجماعات الضغط المؤيدة لهم انتماء عدد من المتهمين القيام بهذا الحدث لفكر القاعدة الإرهابية المتطرف إلى الجنسية السعودية، فراحوا يتهمون بلادنا بأنها سبب فقدان الاستقرار في المنطقة، وأنها كذلك من يغذي التطرف الديني ويموله ابتداءً من ولاية ميشجان إلى مقاطعة مينداناد. نحن -حسب قولهم الكاذب - من يبذل ما في وسعه لهدم الديمقراطيات، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وحرمان الشعوب الإسلامية وغيرها من الحريات الدينية - على حد تعبيرهم -. وقد تجاهل الذين كانوا يُدبّجون المقالات عن الإرهاب الإسلامي - السعودي، أننا أول من حارب الإرهاب، بعد أن كنا وما زلنا الهدف الأول له، واستطعنا بفضل الله أولاً ثم بسياسة قادتنا، وإمكانات أجهزتنا الأمنية، وتكاتف شعبنا الوفي ووقوفنا صفاً واحداً خلف ولاة أمرنا، السيطرة تماماً على الموقف، وقمع أيدي الإرهابيين، وتتبع فلولهم، وكشف خلاياهم النائمة، والقضاء عليها في وكورها بكل شجاعة وبسالة وإصرار، ولله الحمد والمنة، حفظ الله بلادنا، وأمد في أعمار قادتنا، وأدام أمننا، ووقانا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.