المدينة المنورة - خاص بـ"الجزيرة":
حذر متخصص في العلوم الشرعية من انتهاك حقوق الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين, واستلاب شخصياتهم وتشويه حياتهم, والكذب عليهم وتلفيق التهم لهم, وتضخيم بعض التصرفات وتوظيف بعض الأحداث, وتكفيرهم وتفسيقهم والحط من أقدارهم، ومن ثم إسقاطهم, إنما هو تعدٍّ على الدين الإسلامي الحنيف، وعلى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في صلاحية العقيدة الإسلامية، وبث الخلاف في جوانب الشريعة الإسلامية الغراء، والدعوة إلى الله تعالى، وهذا كله من صنيع الأراذل ومن لا خلاق لهم أعداء الإسلام والمسلمين قديماً وحديثاً.
وأكد الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً على ضرورة محبة الصحابة والدفاع عنهم وإبراز محاسنهم وفضائلهم وجهودهم في خدمة الدين الإسلامي الحنيف والسكوت عما شجر بينهم مع الترضي عليهم جميعاً: عقيدةً وديناً ومنهجاً لا حياد عنه، وقد قرر علماء السلف الصالح رحمهم الله تعالى ذلك في كتبهم ومصنفاتهم الجميلة المزهرة ومنها كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل، وكتاب الإبانة لابن بطة، وكتاب العقيدة الطحاوية وشرحها النفيس لابن أبي العز، وكتاب لمعة الاعتقاد للمقدسي، وكتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيره الكثير من المصنفات النافعة.
ومن ناحية أخرى تناول الدكتور عبدالرحيم المغذوي مخاطر الفرق والتيارات والجماعات والأحزاب الإسلامية الكثيرة على الإسلام والمسلمين حيث إن كل طرف له معتقداته وآراؤه واتجاهاته ويمكن أن نقول له فلسفته في الحياة الدينية وكانت الردود بين جميع المكونات قوية جداً وعنيفة، وحملت العديد من الاتهامات الموجهة لبعضهم البعض ووصل الأمر بأن يكفر بعضهم البعض في نقاط وجزئيات بل أحياناً في جميع المجالات الاعتقادية وكان لهذا المنحنى دوره الخطر الأكبر في إضعاف الأمة الإسلامية الغراء وتوهين المجتمع المسلم وإلحاق الضرر بحيويته وانطلاقته في العالم، مشيراً إلى أنه قد ناقش بعض آراء ومعتقدات وأفكار كثير من الجماعات والفرق والتيارات والأحزاب المنتسبة للإسلام في دراسته (مناهج الدعوة والتيارات الفكرية في العالم العربي والإسلامي قديماً وحديثاً)، ووجد بعض الأمور في دراسة الفرق والتيارات والجماعات والأحزاب المنتسبة للإسلام، ومنها:الضلال والانحراف في العقيدة، والتموضع على آراء ومعتقدات الجماعة والفرق والأحزاب، والتحارب الشديد بين الجماعات والفرق والتيارات والأحزاب المنتسبة للإسلام، ورمي التهم وإلصاق المعايب بين المكونات الدينية، وعدم محاولة الالتقاء على إطار من الحوار والتفاهم والنقاش الجاد والهادف للخير بين الفرق الإسلامية، وكثرة الظنون السيئة الفاسدة بين الجماعات والفرق والتيارات والأحزاب المنتسبة للإسلام مما زاد الطين بلة، مع تفسيرات الأقوال والآراء المنسوبة إلى بعض الجماعات والفرق بصورة سلبية خاطئة وأحياناً غير سليمة، وتوظيف المعتقدات الدينية والفكرية والثقافية لدى الفرق والتيارات والجماعات والأحزاب المنتسبة للإسلام لها في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية بصورة فظيعة جداً، وتوسيع الهوة بين الجماعات والفرق والتيارات والأحزاب المنتسبة للإسلام والمسلمين على امتداد الأزمان مما زاد في نفور بعضهم عن بعض، وكذلك دخول الجماعات والفرق والتيارات والأحزاب المنتسبة للإسلام في مسرح الحياة المعاصرة وامتزاجها بالحضارات والمدنيات الحديثة وحدوث التقاء وتقاطع في الآراء والمصالح المشتركة والعلاقات العامة والخاصة مما زاد من عزلة وقوة وتوحش وتنمر بعض الفرق والجماعات والأحزاب والتيارات المنتسبة للإسلام والمسلمين، مشيراً إلى ضعف الدراسات والأبحاث العلمية المرتبطة بالجماعات والفرق والتيارات والأحزاب المنتسة للإسلام والمسلمين قديماً وحديثاً بصورة احترافية قوية متميزة متكاملة.