صبرت وانتظرت طويلاً قبل أن أكتب عن هذه الروضة أعلل النفس أرقبها لعل وعسى أن يبدل الله الحال إلى الأحسن ولكن السنين تكر وتكر والحال لا يتبدل أو يتحول.
مبنى قديم متهالك في حي شعبي مكتظ سكانياً في منطقة ضيقة الشوارع متلاصقة المساكن والعمائر القديمة ملوثة الهواء مليئة بإزعاج السيارات والبشر لا يصلح المكان أن يكون مدرسة للطلاب الكبار فكيف به يكون روضة للبراعم من الجنسين.
تم الرفع لوزارة التعليم عن حالة المبنى المتردية وانتهاء عمر أجهزة التكييف الافتراضي ووجود خزانات مياه غير نظيفة ووغير صحية ودورات مياه تشكو إلى الله حالها حيث أصبحت بيئة خطيرة على هؤلاء البراعم من فلذات الأكباد فماء خزانات المياه ملوثة تماماً ناهيك عن الهواء والبيئة المدرسية ككل.
في كل سنة تقوم المعلمات بجهد كبير ومشكور بجمع ما يتيسر من المال لشراء أو إصلاح مكيف هنا أو هناك وجلب مياه نقية صالحة للاستهلاك الآدمي أو لتنظيف خزانات المياه أو دورات المياه وجلب شركة رش للمبيدات فالحشرات بجميع أنواعها وأشكالها وأحجامها وألوانها تعيش في شقوق الجدران وفي دورات المياه، مما يشكل خطورة جسيمة على هؤلاء البراعم والمعلمات وإثارة الرعب والاشئماز والخوف في نفوسهم.
أعلم أن معالي الوزير لا يعلم عن حالة هذه الروضة وأن التعتيم على مثل هذه الأوضاع التي لا تسر لا يصل إليه ولا إلى جميع الوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة بل إنه دائماً هناك في كل جهة حكومية من يقومون بالتعتيم على الأوضاع غير السارة حتى لا يتعكر مزاج الوزير أو المسؤول الكبير.
وعوداً على بدء فقد أعجبت بما قامت به وزارة التعليم مؤخراً في مدينة جدة حيث تمت إزالة الأحياء العشوائية الشعبية فتعاقدت الوزارة مع إحدى الشركات لإنشاء دور تعليم على مستوى أخاذ والتي تم إنجازها خلال خمسين يوماً بمستوى ممتاز تشكر عليه الوزارة, ساعتها تمنيت لو يزال جزء مكتظ وخرب من حي أم الحمام ويتم نقل ورش إصلاح السيارات إلى صناعية الشمال حيث إنها أحد مصادر التلوث البصري والسمعي والحركي والنفسي ويكون بدلاً منها حديقة كبيرة غناء تتوافق مع رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بتحقيق الرياض الخضراء’ ونقل العمالة على حساب كفلائها إلى منطقة قريبة من هذه الصناعية فتواجدهم بهذه المنطقة الضيقة وبهذه الكثافة السكانية خطر شديد على العوائل القاطنة بجوارهم, وأخذتني الأماني بعيداً إلى أن تقوم الوزارة مشكورة بإنشاء روضة حديثة مثل ما تم في مدارس أحياء جدة المزالة ليتعلم ويلعب البراعم في مكان صحي وأمن وكذلك الكادر التعليمي ليعيشوا في أجواء صحية ونظيفة ليتحقق الهدف المنشود من التربية والتعليم ولتسعد نفوس البراعم وأهاليهم والكادر التعليمي وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يقر أعيننا وأعينهم بتحقيق هذه الأماني وليس على همة رجال هذا البلد المعطاء شيء صعب ومستحيل وبعيد.