تتعالى الصيحات وقد تتورم الأكف من حرارة التصفيق لدور إجادة ممثل على خشبة المسرح. في حين أن هناك من يستحق أن نصفق لهم لأنهم أتقنوا أدوارهم وأدوها بحرفية لا مثيل لها، تقمَّصوا الشخصية وأبدعوا.
ما الدنيا إلا مسرح كبير؛ قالها يوسف بك وهبي، وها هي الأيام والمواقف تثبت ذلك يوماً بعد يوم وتؤكده.
على مسرح الحياة كل الأدوار متاحة ما بين مخرج وناقد وملقن ومتفرج.
تتحرك الأشخاص على مسرح الحياة كعرايس الماريونيت توجهها خيوط مختلفة. منهم من تحركه خيوط المصلحة أو الزعامة فيجعل من هواه إلهًا ومن دون هواه دون.
خيط حب الظهور وشهوة التواجد في الكادر، وخيط آخر يجعل من الشخص عبدًا لكل سيد، سيظل عبداً مهما اختلفت المعطيات.
أخطر الخيوط.. ضعف الشخصية، كالصنم الأصم لا حياة به ولا تكتمل المسرحية إلا بوجوده كومبارس صامت.
تختلف الخيوط وتتشابك ما بين السلبية أمام الحقوق وإن كانت واضحة كسنا الشمس، لكن هيهات أن تطرف لمثله عين.
زد على كل هذه الخيوط البغبغاوات من يردد ما يلقى عليه دون إعمال العقل، فضلاً عن خيط دور الضحية المذبوحة بين العطاء والبذل وما هو إلا رياء ليقال فعل وفعل.
على مسرح الحياة لا مكان للارتجال، فكل محدد دوره ووقته وكيفية الأداء، يتم التلاعب بالكلمات والمؤثرات وتبادل الأقنعة للنيل من قلب وعقل المتلقي، وهو الجمهور لتكتمل أركان المسرحيات الهزلية.
في النهاية يسدل الستار ولن يبقى سوى الحقائق. فليحيا جمهور المصفقين.