عثمان أبوبكر مالي
كالعادة مع كل إعلان عن قائمة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، واستدعاءات مدربه السيد هيرفي ريناد، ترتفع الأصوات وتخرج اعتراضات مختلفة وضجيج (مفتعل) حول القائمة وبعض الأسماء التي يتم اختيارها وأخرى لم يقع عليها الاختيار، وغالباً ما يكون الضجيج من ألوان معروفة وانتماءات محددة، وبطريقة واحدة ومشابهة، فيها نظرة تعصب واضحة أو محاولة لفرض (الوصاية) على قائمة الأخضر، تتحول إلى البحث أو الرغبة في (المحاصصة) في الأسماء وتساويها بين فريق وآخر، وهي النظرية التي ربما كانت مطبقة وسائدة في فترات مضت، دون النظر إلى المتغيرات التي حدثت والاعتبارات الفنية التي تطورت، خاصة ما يتعلق منها بأسس وقواعد الاختيار التي طبقها ويتبعها المدرب الفرنسي (المقنع) والتي يفترض أنها وضحت لكل متابع دقيق وكل حصيف منصف، ينشد عملياً مصلحة المنتخب وشموليته، وذلك من خلال التوجه الواضح في عمل الرجل ومساعديه، والتي تظهرها النتائج التي تحققت منذ تسلمه المهمة بعد إعلان التعاقد معه رسمياً في نهاية شهر يوليو 2019م ليمضي في مسيرة مقنعة وناجحة طوال السنوات الخمس الماضية وبقبول ورضا من رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، بفضل النتائج التي حققها ومسيرته الموفقة والمواكبة لأحد أهم أسباب اختياره والتعاقد معه، وهو مشواره التدريبي مع المنتخبات التي قادها قبل الأخضر السعودي، وكيف كان يقضي معها سنوات عقد لم تقل عن ثلاث مع المنتخبات التي دربها، باستثناء مرة واحدة، كانت مع منتخب (أنجولا) في حين أن تجاربه مع منتخبات قريبة من ظروف المنتخب السعودي لم تقل عن ثلاث سنوات في المنتخبات التي دربها من عام 2008م، والتي بدأها مع منتخب (زامبيا) ودربه مرتين (2008- 2010) ثم تركه إلى منتخب أنجولا عاماً واحداً، ليعود إلى منتخب زامبيا ثانية في الفترة من (2011- 2013)، ثم قاد منتخب ساحل العاج عامين (2014 - 2015م) قبل أن يدرب منتخب المغرب الشقيق ثلاث سنوات (2016-2019م) انتهت بقبوله عرض الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقدم عملاً جيداً ومشهوداً خلال فترته الأولى، أسس فيها (منهجاً) تدريبياً واضحاً، مما قاد الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى تفعيل بند التمديد المنصوص عليه في عقده وذلك حتى عام 2027م، في إشارة واضحة إلى الرضا التام لبرامج وعمل والتزام المدرب والقناعة بالخطوات التي يقوم بها.
يقول مسؤول (بارز) في الاتحاد السعودي لكرة القدم على اطلاع وقرب من عمل المدرب وخطواته (من الخطأ الاعتقاد أن المدرب يعمل في منأى عن النقاش والاطلاع والحوار المستمر في كل أعماله وبرامجه من قبل مسؤولي وأجهزة المنتخب، بل والمساءلة والحوار قبل إعلان البرنامج والقائمة في أي مرحلة، بل إن ذلك يتم بحوار مشدد وموسع في كل مرة) ويستغرب تصور بعض الإعلاميين والجماهير أن العمل يتم بشكل (فردي) من قبل المدرب أو حتى بمعية مساعديه (الأجانب) فقط من غير الجهاز الإداري ومساعديه الوطنيين، بل وحتى أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم(المعنيين) وينهي - حواره الشخصي معي - بقوله (أبعدوا ذلك عن أذهانكم، وتذكروا أن الحديث عن المنتخب الوطني السعودي وليس منتخب هيرفي ريناد)!
كلام مشفر
مثل ما هي (الوصاية) على عمل المنتخب الوطني وأجهزته الفنية والإدارية مرفوضة تماماً، بالتأكيد سيكون من غير المقبول رفض الآراء والمقترحات والانتقادات التي تخص العمل وبرامجه، خاصة الآراء الفنية والمتجردة من الألوان والميول، فمطلوب دوماً وجودها وطرحها ومن المفترض، بل من الواجب الاستماع إليها ومناقشتها، خاصة تلك التي تصدر من أصحاب الخبرات والتجرد والمختصين من فنيين وإداريين وإعلاميين وحتى الجماهير الواعية.
خطوة موفقة تلك التي قامت بها وزارة الرياضة الأسبوع الماضي بإطلاقها (مؤتمراً دورياً يستعرض القضايا المتعلقة بالقطاع الرياضي) وهو ما يتواكب مع مرحلة (الشفافية) التي تتبعها الوزارة في برامجها الإستراتيجية والتطويرية أولاً بأول.
ولا أعلم هل المؤتمر سيشمل لجان وأعمال الاتحادات الرياضية وخاصة الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه المختلفة التي تعد أحوج ما تكون لمثل هذا العمل الإعلامي الدوري الموسع، وهو أفضل من الاعتماد على أذرع محددة وخاصة وبطريقة (مصادرنا) لأنها لن تصل للجميع وقد لا تكون مقنعة للكثيرين، عكس ما يحصل في المؤتمر الصحفي، حيث يكون أكثر وضوحاً وشفافية والمجال مفتوح فيه للطرح الموسع والمباشر والجريء.