بريدة - عبدالرحمن التويجري:
قال معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود رئيس جامعة القصيم: إن اليوم الوطني المجيد هو ذكرى مضيئة، ويوم جديد يحمل في طياته معاني الفخر والاعتزاز بمناسبة مرور أكثر من تسعة عقود على توحيد مملكتنا الغالية، وفيه نستعيد ذكرى تأسيس هذا الكيان العظيم مستذكرين تضحيات الملك المؤسس ورجاله المخلصين -رحمهم الله جميعًا- الذين خاضوا ملحمة تهدف لإعادة بناء دولة أنهكها الشتات.
وأضاف، «إننا نعيش بأذهاننا تلك الحقبة يوم أن كان الملك المؤسس يستشرف المستقبل المجيد فما كان منه إلا أن عزم على استكمال مشروع جبار حمله على العمل بلا كلل في سبيل تحقيق حلم كبير يطمح لتحقيقه يتمثّل في بناء كيان سياسي مستقل ترفرف عليه راية واحدة في وطن واحد مهما كلف الأمر، وكان له ما أراد حين استكمل حلمه بعد أعوام من الجهد والصبر والتضحية والمثابرة لتصبح المملكة العربية السعودية عام 1351هـ كيانًا له السيادة التامة والحكم المستقل تعترف به مؤسسات العالم.
وأوضح رئيس جامعة القصيم، أنه لم تكد تنتهي حقبة التأسيس حتى أعقبتها مرحلة التطوير والتعمير التي أتمها أبناؤه الملوك من بعده (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله) -رحمهم الله جميعًا - لافتًا إلى أن الدولة بكل عز وفخر تواصل المسيرة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمؤازرة سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله- الذين حملوا الراية مؤمنين بأهمية الحفاظ على المكتسبات والإسهام في التطوير والتقدم وفق مشروع تنموي شامل يهدف لمواكبة التطورات العالمية وتعزيز مكانة المملكة في المجالات العلمية والحضارية والاقتصادية والسياسية وهو ما تعكسه رؤية المملكة 2030م التي ستحقق الازدهار والتقدم لبناء دولة ذات علامة فارقة، تجمع بين التمسك بالثوابت واستيعاب متطلبات العصر عبر تطبيق برامج تنموية متعددة تنتج نقلة نوعية في المجالات الرئيسة للدولة.
وأكد «الداود» أن مؤشرات نجاح المملكة واضحة جلية رغم كل المتغيرات السياسية والكوارث الطبيعية والتقلبات الاقتصادية التي أثرت على عدد من دول العالم، وأن الدولة تسير بخط متوازن جنّبها الانزلاق في المخاطر التي لم تسلم منها كبريات الدول، موضحًا أنها لا تزال تحافظ على توازنها وتماسكها وتبقى مؤثّرة بشكل إيجابي على التوازن العالمي سياسيًا واقتصاديًا، مما يعزِّز مكانتها ويزيدها تفوقًا وقوة -ولله الحمد والمنة - ولم يكن ذلك ليكون لولا لطف الله وحكمة القيادة الرشيدة التي تسير بالبلاد نحو شواطئ الأمن والاستقرار.
وقال «الداود»: إنه لا يسع المنتمي لهذه البلاد المباركة إلا أن يفتخر دومًا بأنه تحت ظلال منظومة حضارية مشرقة تعتز بقيمها وتواكب عصرها، كما أنه لا شيء أنفع للأجيال الشابة من أبناء مملكتنا الغالية من قراءة تاريخهم وفهم تطوراته، والاعتبار بما كانت عليه هذه البلاد من تشتت وضعف، ومقارنة ذلك بما آلت إليه من قوة ومنعة، وأخذ العبرة من تحولات الدول، وأن سنة الكون الخالدة هي أن من لم يحافظ على مكتسباته يضيع، وأن من يخون وطنه يخسر، وأن من لم يأخذ عبرته من التاريخ لن ينجح في المستقبل.
وأسأل الله جلَّ وعلا أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأن يديم على مملكتنا الغالية أيام العز والفخر والفرح والسرور وأن يبقيها عامرة بالأمن والأمان والسلامة والإسلام إنه سميع مجيب.