بحلول ذكرى اليوم الوطني الـ92 تتجدد تلك العلاقة الوجدانية الوطنية بماضي الآباء والأجداد الذين أرسوا دعائم هذه البلاد العظيمة المملكة العربية السعودية ووضعوا لبناء وحدتها الأولى على أسس وطنية راسخة تنطلق من السمع والطاعة لولاة الأمر.
ومع كل عام ازداد البناء رسوخاً وعلواً وتمكيناً حتى أضحت المملكة العربية السعودية منارة إشعاع حضاري للإنسانية جمعاء، وتحولت إلى وجهة تتقاطر عليها وفود الدول ببعثاتها الدبلوماسية من أجل كسب ودها وتعميق العلاقة معها، لقد خطت المملكة نحو مستقبلها طيلة العقود الماضية بثبات وأناة ودراية وفق منهجية حكيمة أسس لها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وسار على نهجه أبناؤه الملوك البررة وصولاً إلى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله -، هذا العهد الزاهر الميمون، عهد الحزم والعزم، عهد رؤية المملكة 2030 الطموحة، عهد تحديث الدولة .
إن المتأمل لما تعيشه المملكة من نمو مطرد وتطور شامل في جميع المجالات ليدرك حجم العمل الدؤوب والتضحيات العظيمة التي بذلت من أجل ذلك، مالاً وعرقاً وسهراً حتى بلغت بلادنا مصاف الدول المتقدمة وباتت عضواً في مجموعة العشرين لأقوى اقتصادات العالم، حيث عكست التقلبات الجيوسياسية العالمية وما تبعها من أزمات اقتصادية، التأثير الكبير للمملكة وأهميتها في استقرار العالم، فهي أكبر منتج للنفط وهي صمام الأمان لأسواق الطاقة، مع تأكيد المملكة على التزامها بالاتفاقيات التي تقرها الدول المنتجة وحرصها في الوقت نفسه على تحقيق تكامل المصالح بين المستهلكين والمنتجين على حد سواء.
كما تحولت المملكة في ضوء رؤية 2030 الطموحة إلى وجهة مستقبلية للمستثمرين من العالم من خلال منظومة المشاريع الرائدة كمشروع مدينة نيوم ومشروع القدية ومشروع البحر الأحمر ومشروع آمالا وغيرها من المشاريع ذات البعد الاستراتيجي، مما يهيئ الأرضية لبناء اقتصاد مستدام بعيدا عن ظروف أسواق النفط وتذبذب أسعاره صعوداً أو هبوطاً، مما يأذن بدخول المملكة مرحلة جديدة من العمل التنموي المعتمد على نقل التقنية وتعزيز الاقتصاد المعرفي من خلال دعم الابتكار وخلق الفرص وتعظيم العائد بما يسهم في رفع مساهمة تلك القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي زيادة مستوى جودة الحياة للإنسان السعودي والمقيمين على أرض المملكة.
ختاماً فإن كل ما تحقق وسيتحقق من منجزات لم يكن ليتم لولا وجود قيادة حكيمة أدركت جيداً متغيرات المرحلة وطبيعة التحولات العالمية، وأولت مصلحة الوطن والشعب جل اهتمامها، وسعت لما فيه خير حاضرهم ومستقبلهم، فحفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها وأدام عليها أمنها وأمانها واستقرارها.
** **
- فهد عبدالعزيز العجلان